وشْمٌ ثان - حسن شهاب الدين

كمْ ليلةٍ صُلبتْ على شجرِ المدى
والنارُ في آفاقِ روحِكَ مولغهْ
ساعاتُها انسكبتْ بهاويةٍ سُدى
فالوقتُ خاوٍ والدقائقُ مُفرغة
والريحُ تقرأُ في ارتجافِكَ خطوَها
والصمتُ يبلغُ من عذابِكَ مبلغه
ناديتَ.. يا ظمأ المسافةِ بيننا
أيُّ الدروبِ إلى سمائك مُبلغه
كلُّ الدروبِ إلى دمي مزَّقتُها
لم ألقَ إلا الذكريات ممرَّغه
ورماد نجماتٍ شواحبَ كمْ له
هيَّأتُ فرشاتي -سُدًى- أنْ تصبغه
والآنَ يكسو الثلجُ لونَ أناملي
وتفرُّ من كفِّي الحروفُ مروِّغه
وعلى جدارِ الصمتِ ترسُمني الرؤى
وشماً به اتَّشحتْ سماواتُ اللغه