وداعيةٌ أخرى لأعشى بني ميمون - حمد محمود الدوخي

أقولُ وداعاً
ولكنْ إلى أينَ ؟
كلُّ الجهاتِ طريقٌ
يؤدِّي إلى نفسِ هذا المكانِ
وهذا المكانُ
مـُعدٌّ لموتي
مؤثَّثةٌ جدرانُهُ
للبقاءِ
ليسكنَ فيهَ بقائي الطويلُ
وينقصُ هذا المكانَ
الرحيلُ
ونحنُ الذينَ افتتحنا الرحيلَ إلى الشامِ
( زرقاؤنا ) لم تقلْ
أنْ نخلَ الجزيرةِ يمشي،
لهذا ... أضعنا الظلالَ ـ وكنَّا حلمنا بوردٍ
يجيء من البحرِ
كان حديثُ الرحيلِ عن اللونِ
قال المكلَّفُ :_
لونُ الوريقاتِ أحمرُ،
شاهدتْهُ في الخنادقِ يجري
من الصَّحْبِ والعاشقين
وأبيضُ لونُ التويجِ
ضمَّدَ موجتَنا قبلَ عشرٍ وغابا
وقال المثقَّفُ :_
هو اللونُ أخضرُ يا صاحبي
مرَّ في أفقِنا قبلَ قرنٍ
وطارتْ إليهِ عيونُ الرفاق حرابا
( ونائلةٌ ) رتَّبتْ كفَّها ثمَّ قالتْ :_
(لونُ) الأراملِ لونٌ دخيلُ
ولولاهُ ظلَّتْ حماماتُنا تجمعُ القمحَ في دارِنا ـ
وعُدنا نفتِّشُ بينَ العواصمِ
عن ظلِّ صُبِّيرةٍ ،
للمقيلِ
فنذكرُ شاعرَنا ثمَّ نبكي :_
( لكالمرتجى ظلَّ الـ ...)