مذكِّرات عائد - صالح الشاعر

هذي الْحياةُ رِحلةٌ طَويلَهْ
لا بُدَّ أنْ أجعَلَها جَمِِيلَهْ
أَبْحَثُ عنْ .. أُريدُ أنْ ..
وما لديَّ حيلَهْ
سوى ابتسامَتِي ..
وبعض أغنياتٍ .. كلُّها طُفُولَهْ
وهذهِ قيثارتي ..
جعلْتُها خَليلَهْ
أَوَدُّ أنْ أُبدِّدَ الظَّلامَ في دَقِيقَهْ
وأجعلَ الأضواءَ ..
فوقَ كلِّ دربٍ ..حُرَّةًً طليقَهْ
كُلٌّ يسيرُ عارفًا طريقَهْ
ولو تَرَدَّتِ التُّرابَ ..
بلْدتي الْعَريقَهْ
الذَّهَبُ السَّاطعُ ..
مَنْ يقدِرُ أنْ ..
يسلُبَهُ بريقَهْ ؟!
ظننتُ يومًا أنَّنِي ..
سأُنزِلُ الشِّراعْ
وتُوهِنُ الأيَّامُ مِن عزيمتي ..
فأُوقِفُ الصِّراعْ
وأسْتقيلُ .. تاركًا خلْفِي حياتِي ..
ذِكرياتِي .. أُمنياتِي ..
ودُموعي .. وابتِساماتِي ..
بِلا وداعْ
لكنَّ ظنِّي لَمْ يكُنْ ..
إلاَّ جُنونَ لَحْظةِ الضياعْ !
كان يَجوزُ أنْ أكونَ ..
أيَّ شَيءٍ .. غيرَ ذا
لكنَّها السماءُ .. شاءَتْ ..
أنْ أكونَ هكذا
أَمْضِي إذَنْ ..
ما لِي بِما يكونُ حولِي مِن بَذا
لا زهرَ مِن غَيرِ شذَى
ولا شَذَى بلا قَذَى !
جَمِيعُ ما يَشغلُني
مِن حاضرٍ وآتِ
يذوبُ في حرارةِ اللقاءِ ..
في الصَّلاةِ
وكُلُّ لَحْظةٍ أعيشُها ..
مِن الْحَياةِ
تَفصِلُ بيْنَ حاضري ..
وبيْنَ ذكرياتي
لا يُمكنُ القولُ بأنِّي ..
زائرٌ ثقيلْ
حينَ أقولُ خيرَ ما عِندي ..
سأسْتقيلْ
فلسْتُ بُلبلَ القفَصْ
ولسْتُ أصنعُ القصَصْ
وليسَ ما أقولُهُ ..
مجرَّدَ الترنُّمِ الْجَميلْ !
أحِبُّ جدًّا ..
ذلكَ العصْرَ الَّذي وُلِدتُ فيهْ
ولا أقولُ ..
إنَّهُ عصْرٌ سفِيهْ
ولن أكونَ مِن مُقاوميهِ ..
أو مُعارِضيهْ
يكفيهِ حُسْنًا .. أنَّني ..
وُلِدتُ فيهْ !