أقبلي - صالح الشاعر

أَقبِلي قبلَ انْطفاءِ الوَهَجِ
أقبِلي .. لا تشعُري بالْحَرَجِ

ورْدةٌ أنتِ .. وهل مِنْ وَرْدةٍ
تَمْنَعُ الْجَوَّ شهيَّ الأَرَجِ ؟

نوِّليني فِتْنةً .. يا وَيْحَها
في الْهَوى كمْ دوَّختْ مِنْ مُهَجِ !

أقبلي قبلَ انطفاءِ العُمُرِ
في عيونِي .. وجفافِ الْمَطَرِ

نَحنُ في لَحْظتِنا أُغْنيةٌ
تنتشي فوقَ اهتزازِ الوَتَرِ

وغدًا نُصبحُ ذِكرى لَحْظةٍ
حُلوةٍ تكتبُنا في الأثَرِ

أقبلي يا دُميةً من ذَهَبِ
تتسلَّى في الْهَوَى باللعبِ

ما عرفْتِ الْحُبَّ حتَّى الآنَ .. لمْ
تُدرِكي شيئًا .. ويا لِلعجَبِ

أسرِعي .. فالوَقتُ حقًّا ضيِّقٌ
لا تُرِيقي دَمَهُ بالْهَرَبِ

عالَمُ الْحُبِّ عجيبُ الصُّوَرِ
بَشَرٌ فيهِ .. ولا كالبَشَرِ

وعُطورٌ .. ورَبيعٌ دائِمٌ
ونُجومٌ سَطَعَتْ .. يا قَمَري

املأي الكأسَ لَمَىً يُسْكِرُنِي
لَمْ أُعاقِرْ غيرَهُ مِن سَكَرِ

ساعةُ اللُّقيا مَضَتْ في عجَلِ
ما الْتَقَيْنا بعْدُ .. لا ترتَحِلي

ارْحَمي .. لا تُضْرِمي بِي لَهَبًا
يأكُلُ الفَرْحَ بقلبِي الثَّمِلِ

أقبِلِي .. ظَلِّي .. أنا مُنتظرٌ
رحلةً نُسقَى بِها مِن عَسَلِ

يَذهبُ العِشقُ بِنا في سَفَرِ
خلفَ هذا العالَمِ الْمُحْتَضِرِ

كُلَّما سِرْنا .. تَبَدَّتْ نَجْمَةٌ
تُشْعِلُ الشَّوْقَ بِمَرْمَى البَصَرِ

وبهِ نَسْرِي .. وما مِنْ وَحْشَةٍ
فلنا بيْتٌ .. جِوارَ القَمَرِ