صوت من المنفى - صالح الشاعر

ما زال صوتُكِ كالألْحانِ في أُذُنِي
والْحُبُّ في القلبِ لم يُنسى ولم يهُنِ

حبيبتي .. أنا في الْمنفى .. وما بيدي
إن كان مقدورنا حُبٌّ بلا وطنِ

بيني وبينكِ ما لَمْ نَحْتسِبْ أبدًا
بَحرٌ بعيدُ الْمدى .. وأين هيْ سُفُنِي ؟

أقصى أمانِيَّ أن ألقاكِ أنتِ .. فهلْ
تأتي بكِ الرِّيحُ .. أم تسْرِينَ في الوَسَنِ ؟

يا وحْشَتي في ٍعناقٍ بعدهُ سفَرٌ
قلنا : وداعًا .. وداعًا وافترى شَجَني

وهبَّت الرِّيحُ تَملا مُهجتي ألَمًا
وأظلمتْ بي دُرُوبي .. أقفرتْ مُدُنِي

فأين أنتِ من الدُّنيا .. وأين أنا ؟
حبيبتي .. أين عيشٌ ناعمٌ وهني ؟

ما كنتُ أحسبُ أيَّامًا تفرِّقُنا
وتُحرقُ القلبَ باللوعاتِ والْحَزَنِ

تَجرِينَ في كلِّ شريانٍ .. فأنتِ دمي
إن غبتِ غبتُ عنِ الدُّنيا وعن زمني

صعبٌ عليَّ حياتي بعدما حكَمتْ
أقدارُنا بفراقِ الرُّوحِ للبَدَنِ

في النَّار أحيا .. وما لي عنكِ تسليةٌ
سوى مُصوَّرةٍ .. جلَّت عنِ الثَّمَنِ

وليس تَنفعُ أحلامٌ وأخْيِلَةٌ
إن عشتُ عمري بعيدًا عنكِ يا سَكَني

ويا نعيمي إذا نارُ الْحياةِ طَغَتْ
ويا ملاذي إذا ما تُهتُ في الْمِحَنِ

أنا بدونكِ رسمٌ لا حياةَ بهِ
قد ضلَّ في غَيْهبِ النسيانِ .. ماتَ..فَنِي