القصيدة الأخيرة - حميد العقابي

إلى كافافي مرةً أخرى
حينما عادَ الصبيُّ أومينيس
شاكياً :
" آهٍ .. كم هو عالٍ سلّمُ الشعر "
نصحهُ ثيوكريتس :
" ضعْ كلمةً
فوقَ كلمةٍ
فوقَ كلمةٍ
ثم أعرجْ حيثُ يقيمُ الشعر "
في اليوم الأول
جاء أومينيسُ يحملُ ورقةً كَتَبَ عليها :
" وطـــــــن
وطـــــــن
وطـــــــــن "
ابتسمَ ثيوكريتس إشفاقـاً
والصبيُّ الذي أدركَ المغزى
عادَ في اليومِ الثاني يحملُ ورقةً كَتَبَ عليها :
" أنـــــــــــا
أنـــــــــــــا
أنـــــــــــا "
ضحكَ الحكيمُ ساخراً من الـ ( انـا ) الغضروف
عندها لم يعدِ الصبي
حتى وجدوهُ يغطُّ في موتهِ
وعلى صفحةِ دفترهِ الأولى كُتِبَ :
" صـــمــــــت
صـــــمـــــت
صــــمـــــــت "