مسـافة الغنـــاء - حميد العقابي

كيـف لك أن تستجمـع ريشــاتـك المهـدورة في فضـاء رجـراج ؟
والنســور أمـامـك تتفلـى فـي شـمـس مـدارهـا الواضـح
قــال لــي صنــوي الـذي مــات منــذ قـرون
"عليـك أن تخفــي قـرادك أولا تحــت الـزغــب
ولا تبــحْ بســرّ قــوادمــك حتــى تســتطيــل "
زغـــــب
قــــوادمُ تســتطيــل
تحليــــقٌ
يـتـهـيـــأ الـعـــارف بـمـســافــة الـغـنـــاء
كــييـلـتـقــطَ بـمـنـقـــارهِ الـغـيــبَ حلمـــاً
حلمــــاً
زغـــب
ٌ
قـــوادمُ تسـتطيــــل
تحليــــــقٌ أعــــرج
اكتمــلت الدائــرة منــذ آدم وســـور الحيــن .
إلى ســور الذاكــرة وســــورك
انفــرطـت اذن معــارفــك مثـل
حبـّات الرمــان علــى سـطـح الزئبــق
كيــف لك أن تستجمع ريشاتك المهدورة في فضاء رجراج ؟
قــال : اخــــــرج
ْ
مــن نعـومـة الصـفن إلى فــخ العــالـم
هيـأتــك النســورُ ذخيــرة فــخّ لغـزالــة أشـهــى
( وحيــن تعــود ســالمــا ( وهــذا مــا يحــدث مصـادفـة
غيّــرْ مــدارك
اجعلْ الشمــس تـدخـل مـرآتـك مـن غـربهــا
وغيــّرْ الفصول
لكـــــن
إياك أن تـتـــذكــر نعــومــة الصــفــن
فـإنــك فــي درب الصــدّ
وأنـــي هيــأتــك لنســـــورٍ أخــرى
تسـمــع هــديــل الطـائــر فـي المــرآة
وأنــــــــا
لــم يعــد لــي متســع للتــذكــر
لا الصــفــن
ولا صـنـوي الــذي مــات منـذ قــرون
فلــم يعـد الـزغـب زغـبـا
غيـر أن للقــراد الـذي فـي دمــي
رائحــة تثيــر شهــوة القــرش
لا فــرق إن كنـت )لقمــة أو مــائــدة عــامــرة )
فـالأقــاليـم علـى مـائـدة الجنــرال تبـدأ بقرية
والشــوكــة بـلا قلــب ... ( تمــامــا كالسـمكـة
غيــر أنــي ) وأنــا اللقـمــة )
حينمــا أطــرق بـاب الدنيــا متســولاً كســرةَ حــب أو
فتــات لــذة
تصــفق الأشــجار أبــوابـهـا
ويغلــق الغيــم نــوافــذه
.فـأمــــوتُ بالغصــــة