حـانـة -2 - حميد العقابي

كـانَ الـطـريـقُ إلـيـهِ صـعـبـاً ؟
أم تُـرانـي
لـم أكـنْ هـيّـأتُ نـفـسـي لـلـرحـيـلْ ؟
:فـيـقـولُ بـطـرانٌ
إذن عـدْ مـرةً أخـرى "
ولا تـتـبـعْ خـطـاكَ
"ولا تـثـقْ بـرؤى الـدلـيـلْ
:ثـمِـلٌ يـهـمـهـمُ وحـدهُ
غـافـلـتُ صـحـوي "
وانـدسـسـتُ بـغـيـمـةٍ
ألـقـتْ بـوابـلـها عـلى أرضٍ بـوارٍ
أيـنـعـتْ كـرْمـاً
" وغـابـاتِ نـخـيـلْ
نَـهَـضَ الـنـدامـى رافـعـيـنَ كـؤوسـهـم
لـغـطٌ
زغـاريـدٌ
ونـادلـةٌ أراقـتْ خـمـرَهـا
فَـرَحـاً بـعـودةِ غـائـبـيـنَ
يـقـودهـم شـيـخٌ جـلـيـلْ
صـمـتٌ
وإصـغـاءٌ
يَـعـبُّ الـشـيـخُ كـأسـاً
ثـمُّ يـمـسـحُ لـحـيـة بـيـضـاءَ غـطّـتْ صـدرَهُ الـعـاري
وسـالـتْ دمـعـةٌ
يـا نـوحُ
أخـبـرْنـا بـمـا لاقـيـتَ
قـالَ الـبـعـضُ مـمَـنْ ضـاقَ بـالـصـمـتِ الـثـقـيـلْ
لا شـيءَ "
غـيـر الـريـحِ
والأفـقِ الـمـراوغِ
"والـرهـانِ الـمـسـتـحـيـلْ
.........................
.........................
.........................
" هـوَ بـيـنـكـم "
أفـلا تـرونَـهُ ؟
قـالَ عـابـرُ لاسـبـيـلْ