تقـاسيــم - حميد العقابي

1 شـاعـر
فــي كـلِّ يــومٍ
يـوقــدُ الـنــارَ ويـبـكــي
شــاعــرٌ حــزيــنْ
شــكــوهُ لـلـســلـطــانِ ذاتَ يــوم
مـتـهــمــاً بـالــزنــدقــهْ
وقـبـل أن يـصـعـدَ لـلـمـشـنـقــهْ
قـد غـصَّ فـي ضـحـكـتــهِ
:وقـــال
لـم أعبــدِ الـنــارَ
ولـكـــنْ أكـتــبُ الـشــعــرَ
وحـيــن لا أرى مَـنْ يـفـهـمــه
أحــرقُ أفـكــاري
وأبـكــي غــربـتـي
1978 الـكــوت
2 قـرنـفـلـة
عـلــى الــرصـيــفِ الـتـقـيـا
رمــى لـهــا قــرنـفـلــه
ارتـطـمــتْ بـالأرضِتـحــتَ الـعـجــلـه
اصـطـبــغَالـشــارعُ بـالـدمــاءْ
لـم تــأبــهِ الـســابـلــه
1979 بـغــداد
3 بُـركـة
بــركـــةٌ فـــي الــزقــاق
تـهـمــسُ الأمُّ فـي إذنِ طـفـلـتـهــا
تـجـلــسُ الـطـفـلــة القــرفصـــاء
تـعـبــرُ الأمُّ صــوبَ الــزقــاق
1979 بـغــداد
4 فـضـول
أراقــبُ فـجــوةً فـي الأفـــقْ
أراقــبُ فـجــوةً فـي الأرض
أراقــبُ فـجــوةَ الـبـابِ الـمـطــلِّ عـلـى
دهـالـيــز الـكــلامْ
....................................
ولــم أكُ بـانـتـظــارِ أحــد
1979 بـغــداد
5 حـالـتـان
تـدخــلُ فـي الــزقــاق
تـصــرخُ فـي الـزحــام
فـيــرجــعُ الـصــدى
مـن غــرفٍ مـسـدلــةِ الـسـتـار
يـخــرجُ مـنـهـا رجـلٌ أنـيــقْ
يـصـطـنــعُ الـتـزويــقَ والـحـذلـقــه
وامــرأةٌ فـضـفـاضــةُ الـلـســانِ والـثـيــاب
والـنـظــرةِ الـشـبـقــه
فـــيــرجــعُ الـصــدى
مــن غــرفٍ مـطـفـأةِ الأنــوار
......................... يــرتـســمُ الــردى
تـــدخـــلُ فــي الـزقــاق
تـصــرخُ فـي الـخــلاء
فـيــرجــعُ الـصــدى
كـنـجـمــةٍ مـحـتــرقــه
تــضــيءُ فــي الــمــدى
أغـنـيــةَ الـحـلـمِ
الــذي يـخـطــو إلى مـشـنــقــه
1979 الـنـجـف
6 كـمـيـن
كــغــزالٍ
عـنـد الـنـبــعِ تـلـفـّتَ مـذعــوراً
وشـبـاكُ الـصـيـادِ تـطـاردهُ
والـغـزلانُ تـطـاردهُ ..........
يـغـتــرفُ أخـيــراً
..................
مـاذا بـعـد الـرجـفــةِ
والـعَــودِ إلـى شــركِ الـصـيــادِ مـطـيـعــا ؟
.........................
.........................
كــانَ الـخــوفُ ربـيـعـــا
1980 الـنـجـف
7 الأرض
كـانــتِ الأرضُ مـســتــويــه
فـلـمـاذا تـمـيـدُ وتـنـخـســفُ
حـيـنـمــا يـنـطـقُ الـصـمــتُ فـي الـزاويــه؟
1980 الـكــوت
8 امـرأة
امــرأةٌ
تـدخــلُ الآنَ مـمـلـكـتــي
امــرأةٌ
لا تـجـيــدُ الـغــنــاءَ ولا الـرقــصَ
فـي غــمـرةِ الإنـتـشـــاءْ
حـيـنـمــا أحــرقــوا جـســدي
رقـصــتْ فــوقَ نــاري
وغــنــتْ
كـجــاريــةٍ مــاهـــره
امـــرأةٌ
لـم تـكــنْ عــاهـــره
1980 الـنـجـف
9 حـرب
قـطــرةٌ مـن نـحــاسْ
سـقـطـتْ مـن جـبـيـنِ الـنـفـيـــرْ
الـنـعــاسَ
الـنـعــاسْ
يـسـتـغـيــثُ الـضـمـيــرْ
22 / 9 / 1980 الـنـجـف
10 حـريـق
وقــفَ الـشــاعــرُ فـي مـنـعـطـفِ الـلـيــلِ
فـمــرتْ قـرب عـيـنـيــهِ غـمــامــه
أمـطــرتْ جـدبــاً ونــاراً
فـاسـتـغــاثَ الـخــوفُ بـالإطـفــاءِ
كـانــتْ مـن خـراطـيـم الـمـيـاهِ النــارُ
تـسـقــي ظـمــأَ الـمــاءِ
وتــعـــدو
دخــلَ الـشــاعــرُ فـي مـحـبــرةِ الـصــمــتِ
وغــابْ
حـيــنـمــا أدركَ فـي الـعــمــقِ قـــرارَه
1981 الـمـحـمــره
11 أسـوار
( لـم يـكـتـبْ عـنـهـا كـافـافـي )
حـيـنَ شــرعَ الـبـنـاؤون بـبـنـاءِ جــدارٍ حـولــي
كـنـتُ أحـلــمُ بـالـلـبــلابِ
وحـيـن أشــادوا الـسـقـفَ
صــارتْ عـنـدي زاويــةٌ أرحــلُ مـنـهــا
وحـيـن ســمـّـروا الـنـافــذةَ
الـوحـيــدةَ بـقـطعـة خـشـبٍ أســود
فـرحـتُ - لأنـي أمـلـكُ لــوحــاً -
فـي الـصـبـحِ وجــدتُ شـرطيــاً عـنـد الـبــابِ
عـنـدئــذٍ أيـقـنـتُ بـأنَّ الـلـعـبــةَ مـتـقـنــةٌ
1981 مـشـارف عـبـادان
12 طـوفـان
مــن ســقـفـي جـمّـعــتُ الأخـشــابَ
صـنـعـتُ سـفـيـنــه
حـيــنَ رأيــتُ الإعـصــارْ
لـكـنْ حـيـنَ دعـوتُ الأهــلَ
،حـبـيـبـةَ قـلـبـي
وطـنــي
ســخــروا مــنـي
فــرفـضــتُ الإبـحــار ْ
1982 الـكــوت
13 غُـراب
هــذا أوانــكَ
فـاتـخــذْ مـن أيكــةِ الـلـيـلِ ســريــراً
كـل مـوسـيـقــى الـعـصـورِ سـتـنـحـنـي
لـنـعـيـقـكَ الـفـضــيِّ
غــرّدْ مـا تـشـــاءُ
فـأنـتَ أنــتَ الـطـائـرُ الأوحــدْ
كـنْ مـا تـشــاءُ
فـأنـتَ ذاكــرةُ الـحـقــولْ
مـنْ قـالَ إنــكَ أســودٌ ؟
أفــلا يَــرَونَ جـنـاحـكَ الـفـضــيَّ
فـي قَــدَرِ الأفــــولْ ؟
1982 بـغــداد
14 مـقـام الـلـيـلْ كــاهْ
الـلـيــلُ فـي الـشــرفــاتِ يـسـعـلُ شـهــوةً
إنْ شــاءَ
يـعــدو تـاركـاً خـلـفَ الـمـســافــاتِ
إتـقــادَ الـعـمـقِ
أو طــابـتْ لــه الأحــلامُ
يـنـصـبُ خـيـمــةً
أطـنـابـهــا الـشـجــرُ الـيـتــيــمُ
وقــامــةُ الـمـجـهــولُ
يـلـعـبُ بـالـنـجــومِ الـنــردَ
يـخـنــقُ ضـحـكـةَ الـبــاكيــن
1983 كــرج
15 أصـيـل
تــركَ الـخــبـبْ
مـذْ كـانَ مـهــراً جـامـحــاً
نـحـو اعتــلاءِ الـنـجـمِ يـمـضــي
فـاسـتـبـــدَّ بــه الــتـعــبْ
نـشــطَ الــعـنــانَ بـعـنـقــهِ
كـيــلا يُـعــادَ الـى اصـطـبــلْ
أو أن يــروّضَ كـالـخـيــولْ
هــو لا يـطيــقُ ســوى الـسـهـولْ مــرعــىً
ولا يـعــدو عـلـى نـغــمِ الـسـيـاطْ
هــو هــكــذا شَــبْ
1983 طـهـران
16 الـكـــوت
إلــى : فـرج شــاوي
أنــتِ ضــيــقــةً
والـقـصـيـدةُ مـتـسـعــي
قــد أواريــكِ
لـكـنـنــي
ســأسـمـيــك أرضـــاً
وأبـقـيـــكِ فـي الـلامعـــي
1983 طـهــران
17 جـدار
مــا كـانَ لــي جــدارْ
أحـفــرُ فـي آجــرِّهِ الــركــابْ
فـي ظـلـِّـهِ أنـتـظــرُ الــزمــانْ
أخـطُّ فـي لـوحـتـهِ صـبـابــةَ الـجـمــوحِ
لـكـنـنـــي
وكـلـمــا اقـتــربـــتُ مـن جــدارْ
يـنــهــارُ تـحـتَ وابــلِ الـغـيــابْ
يــردمـنــي
يـكـســرُ ســاقَ بــوحــي
1984 خـرم آبـاد
18 خـيـانـة
أبـيــحُ لـكَ مـا لـم أبـحـْـهُ لـنـفـسـي
قـالــت الــزهــرةُ لـلأريــج
قــالَ الـكـونُ لـلـشــاعــر
قــالَ الـشـاعــرُ لـحـبـيـبـتــهِ
غــيــرَ أنَّ الــزهــرةَ ذبـلــتْ
الـكــونُ ضــاقَ
وخــانــتِ الـحـبـيـبــة
1984 طـهــران
19 الـحـقـيـبـة
أيـتـهــا الـعــربــةُ الـتـي حـمـلـتـُهــا
كـنـتِ مــعــي
فـي الـطـريـق الـتـي ضــلَّ فـيـهــا الـدلـيـل
فـي الـطـريـق الـتـي ضــنَّ فـيـهــا الـدلـيــل
فـي الـطـريـق الـتـي تـركـتـنـي
هـل سـتـبـقـيــنَ مـعــي
حـيـنِ لا تـتــسـعُ الـطـرقُ إلا لـمـسـافــرٍ وحـيــد ؟
مـنَ سـيـحـمــلُ الآخــرَ
حـيـنـمـا لا تـتـســعُ عــربــاتُ الـنـقــلِ لـمـقـعـديـن ؟
1984 طـهــران
20 قـطــار
إلـى : كريم ناصر
ســكـــةٌ تـســتـطـيــلْ
والـقـطــارُ ــ الـذي غـادرتــهُ الـمـحـطــاتُ
فــي غـفــلــةٍ -
وصــلَ الأفــقَ مـبـتـهـجــاً
فــي دوالـيـبــهِ
كــانَ قـلــبُ
22 هــوس
بـصـيــفِ الــروحِ
كـنــتُ أبـخـّــرُ الـكـلـمــاتِ
أتـبـعُـهــا
حـمــامــاً غـادر الأعـشــاشَ ــ لـمـّــا
يـنـبـــتِ الـزغــبُ -
اسـتـحـمــتْ أوّلُ الـرغـبــاتِ
واغـتـسـلـــتْ أمــانــيَّ - الـهــزالُ
بــمــاءِ نـشــوتــهــا
لـتـنـتـفـضَ اشـتـهــاءً مــرةً أخــرى
وتـطـفــو
....................................
..كــانــتْ قـبــضــةً مـن نــارْ
... حــاصــرهــا الـهــشـيــمُ
وعـــنــفــوان الــمــاءْ
1984 طـهــران
23 شـتــاء
رصــيــفٌ مــوحــلٌ
مــطـــرٌ
مـظـلــةُ عــاشــقـيــنِ
...............................
...............................
وقـفــتُ
عـنـد شــواطــئ الـبــركِ الـصـغـيــرةِ
أرقــبُ الأوراقَ
يـجــرفـهــا الـحـنـيــنُ
إلــى مــرافـــــئ ضــحــكــةٍ غــرقـــى
1984 طـهــران
24 غـبــار
أتـكــون الـكــأسُ الأخـيــرةُ فــراشــةً ؟
أم ريــــحـاً ؟
فـي الـحــانــةِ
الـكــأسُ ســكــرى تـَعـِـبُّ رعــافــهــا
وأنــا يـقـظــانُ
أبـعـثــرُ أوراقــي لأجـمـعـهــا
أتـكــونُ قـصـيـدةً ؟
أم غـمــامــةً
تـهـطــلُ غـبــاراً عـلــى رفــوفـــي ؟
1984 طـهـــران
25 مـشـهـد
جـبــلٌ عــلــى رأســــي
يـئــنُ مــن الــدوارِ
تـلـفـّـهُ سـبـّــابــةٌ فـقــأتْ عـيــون الـســهــل
......................
تـخـيـلــتُ الـجـبــالَ نـهـــودَ عـاشــقـــةٍ
وإذْ أمـسـكــتُ حـلـمــةَ صــخــرةٍ
نـزفــتْ حـلـيــبَ الـشـهــوةِ الـعــذراءِ دم
1984 طـهــران
26 هــوس
حـيــن ألــقــى الـســكــونْ
ورقَ الـلـغــوِ
فــي لـحـظــةٍ نــزقـــــه
قــمـــرٌ لـلـجنـــــونْ
خـطَّ وهــمــاً عـلـى صـفـحـةِ الـلـيــلِ
زنــجـيـــةً شــبــقــه
1985 دمــشــــق
27 خـاتـمــة
حــــــــاء
مـيـــــــم
مـا أنـزلـنــا هــذا الـحــبَّ لـتـشـقــى
بـل كـي يـسـمـو هـذا الـصـلـصــالُ لـذاكــرةِ الـغـيــبِ
حــــدوســــــــا
كـي يـتـدفــقَ مــاءُ الــوجــدِ
ويـجــري مـنأصــلابِ الـلـيـلِ
وتـرائـبِ زهـراتِ الـحـلْــمِ
شــمـــوســــــا
ولـكــي يـســري هــذا الـقـلـبُ
ويـمـضــي نـحــو الـولــهِ الـفـضــيِّ
يـحـدثـنـي الـصـمــتُ
بــأنَّ الــدمــعَ سـيـقــرعُ فـي هــذا
الــحــبِّ
نــحـــاســـــــــــــا
تـصـطـفُّ الـكـلـمــاتُ
وتـلـبـسُ ثـوبَ الإلـحــاد الـصـوفــيِّ
وتـهــرعُ لـلـطــرقــاتِ
لـتـبـحــثَ عـن نـجــمٍ يـنـبـئـُـهــا
أنَّ مـجــوســـــــــــــا
عــادوا بـالـبـشــرى
فـلـتـفـتـحْ أبــوابَ قــراكَ
وتـقــرعْ لـلـحــبِّ طـبــولا
فـسـيـولــدْ نـهــدٌ يـتـحـدثُ فـي الـمـهــدِ
وسـيـلـقـي الـنـجـمُ مـفـاتـيحَ السـر بكفك
فــاقــــرأ
إنــــا اعــطــيــناكَ الـصــمــتَ رســـولا
1985 دمـشــق