للنَّار أغنيةٌ أخيرة - عاطف الجندي

الليلُ بعد الواحدةْ
والخوف يعوي في الحقولْ
ونباح ذعر ٍ حائرٍ ,
بين التقدم والجفولْ
والليل في أكتوبرَ
المسكونِ بالأشباح يلبس صمته
ويغطُّ في نومٍ عميقْ
وعلى الطريقْ
ما بين قريتنا
وبيتِ الراهبِ المنذورِ دوماً
للصلاةْ
سار الجُناةْ
وتقدم الشرُّ الدليلْ
***
عرَّافة الأخبار قالت
لي : تموتْ
في حفلةِ التتويجِ
تسقط بين فكَّي عنكبوتْ
في يوم عُرسك يا فتى
والكلُّ نشوانٌ سعيدْ
وعروسُك السمراءُ
ترفلْ كالمني
في ثوب عيدْ
كلُّ الرفاقِ تحزَّبوا
وتأَّملوا منك الخلاصْ
لم تبقْ غيرُ هنيهةٍ
كيما تعبَّأُ بالرصاصْ
أثناء تأديةِ التحيةْ
والفرقةُ الماسيةُ الأشداق
تبدأ عزفَها
في وصلةِ الزيف الجميلْ
وبلا دليلْ
وصموا فؤادكَ بالخيانةْ
يا سيدَ الفكر الذكيَّ
وطارد الهكسوسَ من طهر الكِنانةْ
سيقول أكثرهُم خسئتَ
إذا مددت خطاك
- بعد النصر -
في درب السلامةْ
والأنبياءُ ,الأنبياءُ جميعهمْ
صُلبوا على حدَّ الأمانةْ
***
يا أيها المغوارُ احذرْ
أن تموتَ بلا ثمنْ
يا أيها الموعودُ بالبنتِ الجميلةِ ,
والخيانةِ ,
والحَزَنْ
احذر سلاحك
- ذلك البتَّارَ –
يومَ الثأرِ للعرضِ السليبِ ,
ودمعة المكلومِ
في أرضِ النُّجُبْ
قد كان نيرانَ الغضبْ
سيكون طعنة خائنٍ ,
في صدر عُرسِكَ يا بطلْ
بدرانُ قد باعَ الرفيقَ ,
ونام في حِضنِ العَطَنْ
يا أدهمُ المصلوبُ نحو الشمسِ
( كفُّك يا وطنْ )
دعني أُقبِّلُ وجنتيكْ
دعني أُقبِّلُ وجنتيك وأحتسي
منك الضياءْ
دعني أقبِّل فيك شمس الكبرياءْ
الكل يهربُ حاملاً
وجه الخنا
والموتُ يأتي حاملاً
وجه الصديقْ
***
يا بذرةَ الوقتِ التي
ملأت صقيعَ العمرِ ,
دفئاً واخضرارْ
يا فرحة الزمنِ المسافرِ
في دموع الانكسارْ
مُتْ واقفاً
كالنخل رمزاً للصمودِ
ودعْ لبدرانَ الحُفَرْ
سيعيشُ عمراً في المواتِ
وبعدهُ
لا ذكر يوماً أو أثرْ
فالموت أن تحيا بموتٍ
في البصِيرة والفِكَرْ
والمجدُ يحسب بالبطولةِ
لا بساعات العُمَرْ
***
الموت بعد الواحدةْ
والخوف يعوي في الوجوه
ونزيف قلبٍ غارقٍ
في أحرفِ الوطن / النخيلْ
والوقتُ في أكتوبرَ المسكونِ
بالأفراحِ
يلبسُ حزنه
ويغطُّ في نومٍ عميقْ
وعلى الطريقْ
ما بين قريتنا
وبيتِ الراهبِ المنذورِ دوماً
للصلاةْ
سار الجناةْ
وتقدم الشرُّ الدليلْ !
.
2/7/2003