نَمْ ها نئاً - عاطف الجندي

إلى روح الشاعر/ نبيه محفوظ
.
هذا زمانُ الأدعياءِ
فكن على جمر القصيدة قابضاً
واخلع عباءَتك الجميلةَ
وارتحل
نحو الخلودِ
ودع نهاياتِ القصيدةِ
للقصيدةِ
واخترعْ
أُخْراك في هذا الوجودْ
***
لا أنت نلت رضاءَها
( سلمي ) ولا
أهدتك يوماً عطرها
يا أيها القدِّيسُ
في طور الصلاة بدَيْرِها
أفرغْ صلاتك
من ذهولٍ
قد أضعت العمر فيهِ
وقُمْ إلى حدِّ التواصلِ
علَّها الأيامُ تُنسيك الجحودْ
***
يا صاحبي
أحببتَ جارية ً
تُباع وتشترى
وتهزُّ خاصرة الغوايةِ
ثم تخلعُ حسنها
شيئاً فشيئاً للمليكِ
ولستَ وحدكَ
لستَ وحدكَ
مَنْ أضاعَ العمر
يحلمُ بالربيعِ
ويشتهي
ظلَّ النهودْ
**
هي قد رمتك إذا رمتك
بلْحظِها
حرمتك جنتها وقالت :
(هيت لكْ )
فاخلعْ قميصك
ذلك المنزوعَ من قُبُلٍ
ومن دُبُرٍ
ونَمْ على نصلِ الدموعِ
ودعْ عيونَ الأصدقاءِ
ترد سلمى
للطريقِ
إذا وضعت العمر سِرَّاً
في اللِّحودْ
***
يا صاحبي
فانوسُك المنذورُ للفقراءِ
في درب المحبة ذابل ٌ
يبكي على زمن الوصال ِ
فقل بربك
أين هاتيك الوعودْ
***
يا صاحبي
أنعى إليك زمانَنا ,
والشعرَ والألحانَ
في هذا الوجودِ ,
فَنَمْ قريرَ العينِ ,
إنك لم تزلْ
تحيا بشعركِ باسقاً
كاللحن ينعم
بالخلودْ
.
23/9/2003