الحبُّ في المقهى - عاطف الجندي

عندما قد كنت وحدي
كان بالمقهى شبيهي
يشرب النعناعَ
شايُه
يحتسي بُنَّ الترقبْ
يقرأ الأفكارَ
من "جورنال" حزني
بينما ظلَّي يغني
هجرة الزرزورِ
في حقلِ التجاربْ
يقتفي خيط التواصلْ
في سماواتِ العبيرِ
بينما مرَّتْ
على قلبي اليمامةْ
فامتشقنى
أيها الزرزورُ وازرعْ
في فمي لحن انتشائكْ
***
أيها العطرُ اعتصرني
واملأ الأقداحَ
من نار احتراقي
هل لهذا الموت بُدٌّ ؟!
أم لهذا الموت قدٌّ
سار في دربِ القصائدْ
فانتظرني
أيها اللحنُ المفاجئْ
كي أعدَّ الوقت َ
و الأفراح َ في ثوب ٍ جديد ٍ
إنني في
أسرك ِالمطبوع ِ باللون السماوي
مثل هذا الحسنِ ,
هذا العشبِ ,
هذا الماءِ ,
يشدو أغنياتي
***
أشعر الآن اكتمالي
إنني قيسُ الملَّوحْ 00
وابنُ عبّادٍ
وعباسٌ
ووضاحٌ
وعُروه
إنني الديكُ الذي
للجنَّ غنَّى
فوق أحلام ِ الشعورْ
فوق جدران ِ القصائدْ
***
ها هو الثغرُ الذي
من شاطئيه ِ
أبحرتْ
خلف العذارى أغنياتي
ثم عادت
تحمل الأعنابَ والرمَّانَ
في حِضن ِ التلاقي
ها هو الليلُ الذى
يبدو ندياً
و سخياً و جميلا
ها هو الحسن الذي قد
شدَّ عيني
في مدار البدرِ
في ثوب انبهاري
فاعتصرني
أيها الليمونُ في صدر البكارةْ
واخترع
جناتِ حُزني
ها هو الطيرُ الذي
للموج نادى
فاخلعي نعليكِ
صوبَ الروحِ
واجتاحي سديمي
هيئي من مقلتيكِ
كرْم َ حسن ٍ
يحتويني
و ابعثيني
سهم عشق ٍ
في شجون النظرة الأولى
و عطر ِ الياسمين ِ
و انقشيني
حرف َ غيم ٍ
في فؤاد ٍ
يشتهيني
إنني أغلقتُ
بابَ الحزنِ عَمْداً
فادخليني
وافتحى مثل السفرجلْ
عروة الأفراحِ
في حقل الجبينِ
***
أشعر الآن اهتزازي
أيها الإنسان ُ مهلاً
لا تقل لي :
أيها الغافي على نبض الجريدةْ
إنه الآن فهيا
حان وقتٌ للبعادِ
وأنت في دنيا بعيدةْ
ليس بالمقهى سوى
حزنٍ
وشاي ٍ
وقصيدةْ
فارجعي للقلبِ
مِشكاة ً
وحيدة !
.
18/1/2003