دمعتان للوداع - عاطف الجندي

قبِّليني
قبلة الموتِ الأخيرةْ
أجلسيني في ضياءِ الكبرياءِ
وانزعي مني سهامَ العشقِ
رُدَّي
عن عيوني
صفحة الذُّلِّ المطرَّز
بانكسار الفجر في ليل الشقاءِ
دثريني
بالأناشيد الحزينةْ
عمِّديني
بالتقاليد العقيمةْ
علَّني في الموتِ ألقي
وجهنا الليليَّ يزهو بالضياءِ
***
آه يا ذاتَ العيون الفاطميةْ
آه يا ذات الجدائلْ ..
والروائح عنبريةْ
أُطفِئتْ أضواءُ عمري
في الليالي الفوضويةْ
كلما أغلقت باباً
في عيون الحزنِ
نادتني خطاهُ القيصريةْ
قف مكانكْ
أيها المطرودُ من سحر المرايا ,
والأهازيجِ الجميلةِ ,
والأزاهير النديةْ
دع لقيصرْ
ما لقيصرْ
وارتحل نحو الزحامْ
آه يا قمري المسافرَ
في انكساراتِ الغمامْ
آه يا عمري الذي قد كُنته
عاماً فعامْ
تائهًا في الدرب حيناً
ثم حيناً
في فضاءاتِ اليمامْ
.... ثم تُرديني المنيةْ
***
آه يا ذات العيونِ المريميةْ
لم يعدْ في الدرب شيءٌ ,
غيرُ مجهولِ الهويةْ ,
وانكساراتِ التمني,
واللصوصِ البربريةْ
سارقي حُلم الشعوبِ ,
سارقي بنكَ العقولِ ,
سارقي صبح الحقولِ ِ
السُّندسيةْ
أيَّ أحزانٍ أغني؟!
أيَّ أضواءٍ أُمنَّى ؟!
ضاعَ ما ضاعَ وصرنا
في شعابِ الجاهليةْ
حاصروا منا المشاعرَ
صادرونا
بالسَّماوات التي تهوى التَّعرَّي
بالتبني
آه "والجاتِ " الغبيةْ
***
قبليني
وادخلي بالعمر أوراد البنفسجْ
قبليني
وامسحي دمعي وجُودي
فوق رأسي بالتّشهُّدْ
إنني مازلت أهتفُ
باسمك المحبوبِ في ليل التنهُّدْ
إنني أهواكِ شمساً ,
وسنابلْ
إنني أهواكِ عشباً وربيعاً
وخمائل
إنني أهواكِ عمراً باسماً
أو دامع الوجدانِ
ذابلْ
فاذكريني
كلما فاضت ببابِ الحبَّ أحلامٌ سخيةْ
عاشقاً كنتُ
وما زلت أحبكِ
فارسميني
فوق عينيكِ
ربيعاً
يا صبيةْ !
.
4/12/2003