شكراً لكمْ - عاطف الجندي

شكراً لكمْ
شكراً لكمْ
أنا لا أريدُ رضاءكمْ
هذا فؤاديَ فاطعنوه بغدركمْ
ما دام ينبضُ
ذلك المغروسُ في مِلح الوطنْ
ما دام ينبتُ في جبينيَ برعمٌ
يأبى العَطَنْ
يهوى الحياءَ الهاربَ الأزلىَّ
من زيفِ القناع ِ
بِوجهكمْ
يا أيها الشَّارونَ عَرضاً زائلاً
والقابعونَ على الصدور
تلونونَ الحرفَ في زيفِ الخُطَبْ
والشاربونَ دماءَنا
والحاجبونَ الضوءَ عن أحلامِنا
حولتمونا لُعبةً
ومسحتموا مجدَ العربْ
وجعلتم الإنسانَ منا ... مسخةً
الصوتُ رعدٌ ... والحقيقةُ أننا
قومٌ كسالى ,
لا نجيد سوى الصَّخبْ
وتناقلِ الأخبارِ والأشعارِ ,
في ليلِ البغايا ,
والتباكي في النَّقبْ
يا أصدقاء السوءِ
في زمنِ الخيانة ,
والمهانةِ ,
والسَّغبْ
إن كان غلمانُ الخلافةِ كالدُّمى
والحملُ وهمٌ عاقرٌ
فاستنسخوا عُمراً , ليفتح قُدسَكمْ
ويعيدُ للحرفِ الذي
عجزتْ لغاتُ الكونِ
أن تأتي بضوءٍ مثله
بعضاً من المجد الذي
نالَ الضياعَ بفضلكمْ
لن يرحَم التاريخُ منا من رضي ...
ويدوسَكمْ
سأقول من قلبي لكمْ
شكراً لكمْ
شكراً لكمْ
هذا دمى حلٌ لكمْ
فلتشربوا منه إلى حدَّ الكفايةْ
شكراً لتوصياتِ مؤتمراتكمْ
تلك التي صارت نفايا
شكراً
لكلِ جريمةٍ في حقَّنا
زانت جدارَ البُعدِ
ما بين القلوب ... وسمتكمْ
شكراً لهذى المسرحياتِ التي
مثلتموها
في ختامِ بِيانِكمْ
أتقنتم الدورَ المحددَ
وارتضيتمْ
بالنباحِ المرَّ من أعماقِكمْ
سنظل نرفضَ أن نساقَ لضعفكمْ
يا سادةَ الإذلالِ ... مَنْ أوحىَ لكمْ
إن القلوبَ تُريدُكمْ
إن الخيولَ اليعربيةَ ترتضي
ذلَّ الهوانِ ,
وتشتهي وأدَ الوطنْ
جئتم إلينا من خلالِ
بنادق الأطماعِ ,
والقهر المقنَّع بالكفنْ
يا سادةَ التركيعِ
في العصر المخنَّثِ
( بالتَّأمْركِ )
وارتضاءِ الذُّلِّ يجمع شملكمْ
ما زال صخرٌ في يمينِ صَبيةٍ
بالقدسِ يظهرُ ضعفكمْ
ويردنا للنورِ ,
حيث النصرُ في حطينَ
يرفعُ هامة الشهداءِ
في يوم القيامةْ
كُتِبَ النزالُ علي الرجالِ فريضةً ,
والخوفُ للجرذانِ
في وكر القمامةْ
قم يا فتى حِطينَ واغرسْ
في جبينِ الشمسِ سيفاً صارماً
رتِّقْ جراحَ العُربِ في
ثوب الكرامةْ
طوبى لجندٍ
يزرعونَ الوقتَ عدلاً
بينما
حَجرٌ لسمتِ وجوهِكمْ
شكراً لكمْ
شكراً لكمْ
شكراً لكم
*****
24/12/2003