صورة الوطن - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

رسمتك في دفتر القلبِ شمسا ونهرا
يذوبان في جنّةٍ
تترنّمُ فيها طيورُ المحبّةِ
ترشفُ عطرا
وتسبحُ في الملكوت
تُبعْثرُ بهجَتها
فيُلاحقها الكونُ
لونٌ يذوبُ بلونٍ
فيكتملُ الفنُّ في غُنوةٍ لا تموت
رسمتك , لم أرسم النيلَ
فالأرضَ
فالناسَ
فالهرمَ الأكبرَ
الوجدُ حين تسعَّرَ كلَّفني بالجميع
وكشّفَ لي عن ملاحمِكَ الغُرِّ
وهي تُزيِّنُ بالدم عُرسَ التراب
بكيتُ وقلتُ : كفاك
خيالي تعلّقَ بالصورة / الحلم
والقلبُ لا يستطيع الفكاك
وألفيتُ نفسي على ربوةٍ أنحني
ثم أهتفُ : يا وطني
أنتَ فنٌّ رفيع !
الجامعة
{ إلى جامعة أسيوط }
في سرير المسِير إلى الجامعهْ
صافحتني العيونُ / السماواتُ
فانبثقَ الشعرُ في داخلي
وغناءُ العصافير حولي : فَراشٌ يِرفُّ
على شمعة القلب كالنسمةِ الوادِعهْ
إيهِ يا كوثرَ العِلم
جئناكَ ظمأى
فلا تنأَ عنّا بآثامِنا
واعطِنا فُسحًة للثواب الذي
يحملُ الروحَ للجنَّةِ الواسعهْ
قيلَ : عصرُ العطاءِ انتهى
والجفاءُ ابتدا
فالمدَى غابة ٌ للردَى
قلتُ : تبقى الأمانة ُ نافذًة للبقاء
يلوذُ بها العلماءُ من الحكمة الضائعهْ
ثم لا يبرحون المُنى
يهمسون .. لتزأرَ
إذ يصغرون .. لتكبرَ آمالُها الناصعهْ !!