صمود لبنان - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

لبنانُ طاولة ُ الريح التي عبرتْ
فجرَّحتْ وجههَا بالظفر والنابِ

بكتْ .. فما لبُكاءِ الغيم نرجسة ٌ
تبكي , وما لزفيرِ الجُرح من غابِ

رثىَ لها جبلُ التوباد ِ, وهو على
قيسٍ ـ وقد جُنَّ ـ لم يرثِ الهوى الخابي

مَن للحقيقة , من للنور .. مزَّق أوْ
تارَ النداء غرورُ الشوك والصابِ

وفي الظلام بنو صهيونٍ اتخذوا
جدائلَ الصمتِ بيتَ العَنكَبِ الكابي

ومنه كبَّلتِ الخيطانُ ألفتنا
وذابَ فيه شذى وردٍ وعُنابِ

وكلُّ شجبٍ : ُشظى حربٍ تغوصُ برَمْ
لِ اليأسِ , كلُّ كلامٍ : حرقُ أعصابِ

فكيف يفهمُ ثعبان ٌ تفجُّعَ ُقمْ
ِريٍّ توفاهُ في أهلٍ وأصحاب ؟

لا يُقرعُ السيفُ بالوردِ , السيوفُ لها
نارٌ تلِينُ بها من غير َتصْخاب

شكراً لحِزبكَ يا ربّاه إنّ لهُ
في الحربِ باعَ مُجِدٍّ غيرِ هيّاب ِ!