لحظات ولا نصل - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

لم تعُدْ واحدا
والبلادُ : رُؤى تُستعاد
فوقِّعْ بصوتك ماءَ الوثيقةِ
واشفعْ لذاكرة الوقتِ أن تتطاير
حاسرةَ الرأس
تدخلُ بوَّابةَ الأمس سابحًة في الصدى
لم تعد أيها النيلُ مُنفردا
صعدَ الزيتُ ماءك
أحرق سِرب السدود
عدا , عمَّدَ الهرمَ الأكبر
الليلُ كبَّرَ
والشمسُ تشربُ نخبَ الردى
اتفق البُومُ والكروان
البنفسجُ والسيسبان
الغمائمُ والريح
والسهمُ والخفقانُ الجريح
وهُدهدُ أفكارنا لم يعُد من سبأ
سحرتْهُ بعطر المرايا
وهمَّتْ به حين همَّ بها
والبراهينُ تضربُ بحرا بأهدابها
وُتحاصرُ بالشمس ظِلَّ الزوايا
وبلقيسُ مرشوقة ٌ بالحكايات
أنتَ تمرُّ , أنا
ُنخِرجُ الوطنَ / الصُبحَ من وقتنا
لحظًة / عمُرًا في ظلال الكرى
ثم تشربُنا الصحراءُ , تُجدِّدُ أعمارنا بالسَراب
نسيرُ , نصيحُ , نموتُ
بأعظُمِنا يتنامَى السكوتُ
فلا تهمِسُ الريحُ أوتارنا حين تهمسُ
لا يقرأ النجمُ وُجهَتنا حين يقرأ
يفقِدُنا البَدءُ
والخالدون إذا عبروا الزمنا
لم تعُدْ واحدا أيها النيلُ
نيلٌ من البحر يبدأ
لا يعبأُ الجائعون بخوف
ولا الميِّتون بخسف
ولا المتجمِّدُ يظمأ
والفجرُ آتٍ .: تقول .. وترتدُّ
كيف إذنْ يحتوي وجهكَ المَدُّ
والليلُ في دمِنا يختفي !؟