رعشة قلم - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

ارتعِشْ كالوليدِ الذي
فقدَ الأمَّ ليلةَ عيد !
ارتعشْ كالمرايا التي
كُسِرَتْ وهي تتلو كتابَ الوصايا !
ارتعشْ كالسماء ِ
إذا الريحُ شلَّتْ يديها
ومسَّتْ بثورتها هجعةَ الماء
, كالنار قبلَ وبعد احتضان الهوى
في زجاج انتحار
وكالطين
إذ نفخَ الروحَ فيه الإلهُ
فهمَّ وسارَ وتاه
فأهداهُ معناه نبعَ الغناء الحزين
وكالنور في الليل يسبحُ
بين الأسى والسرور
إلى خفقةٍ حُرّةٍ في فضاء الحنين
وكالصوت يسرحُ في وبَر الصمت
يمضي ويأتي بلا ألفة ٍ
تتثاءبُ في حِضنهِ كلَّ حين !
ارتعشْ
فارتعاشيَ يهدمُني
لبناءِ العشاش لأبناءِ من رحلوا
دون ظلِّ انتعاش
ومن قبِلُوا مَوتهم في سبيل المعاش
ومن نزلوا القبر
فاستبشروا بالخروج الأخير
من الذل واليأس والظلم
واستوقفوا أول الألم المتموِّج
قبل دخول الفِراش !
ارتعشْ كي تقولَ الذي بيْ
فقد قطعتْ ُغربتي عن عيوني
جميعَ الدروب !
ارتعشْ واكتبِ
الوقتُ من ذهب
والذي لا يُسَجَّلُ قد يتبدّلُ
حتى يُقال : الذي قِيل كان احتمالا !
ارتعشْ
فاللئيمُ المُهلِّلُ
والغافلُ المُتقبِّلُ
والتائهُ الهائم المُتبدِّلُ
والحالِمُ الواهم المُتجمِّلُ
لن يُدركوا ثأرَ من يتجندلُ
كلَّ صباحٍ وكل مساء
ليرتشفَ الماءُ عينَ الدماء
بلا آخر
وبلا أول !!