مُداخلة - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

أنتَ تشبهني الآن أكثرَ من أي وقتٍ مضى
لم تكن هكذا باهتَ الظلِّ
مُنكسرًا فوق دحرجةِ السهْلِ
مستمسكا بالفضا
تتهامسُ بين يديك رُؤى الذكريات
تلوِّنُ وجهَ الحياة أسى
فرحا
ورضا
لم تكن واقفا دائما في المَهَبِّ
تسلُّ خُطاك يدَ الدرب من جيبهِ
وتدورُ به : وتَرًا يستثيرُ الرنينَ
إلى غُربةٍ لن تكونَ لآتي الهوى ما مضَى
أنتَ تشبهني في حناني وحُزني
وخيطانِ ذاكرتي إذ تصيد الهوى كي تُغنِّي
وأنفاسيَ / النارِ تكسِرُ حولي جدارَ انطلاقي بسِجني
ودمعيَ .. ينسحبُ الغيمُ في ظِلِّه خافتَ اللون
بين الأسى والتمنِِّي
وصمتيَ يُعتِمهُ الصبرُ
والصبر
والصبر
فهو لعُمريَ قبرٌ سقى الموتَ فنِّيَ
آهٍ
تمنَّيتُ
كي يغزلَ الوقتُ أمنيتي : غيبًة في انتباه
وآهٍ
تغنَّيتُ
كي يشرب الصمتُ أغنيتي : فرحًة
تتكسّرُ : تقطيبًة في ذهول الجِباه
وآهٍ
توسَّلتُ أكثرَ للريح
للنار
واليأسُ يكسِرُ كلَّ الجِرار
وراءَ انسكابِ المياه
وآهٍ
توقّفتُ قبل اغترابي
فدقّتْ يدُ الخوف بابيَ
دقّتْ
دمائيَ شفّتْ ورقّتْ
إلى أنْ شققتُ اضطرابيَ
عن همسةٍ حُرّةٍ في الشفاه !