فيضان - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

يغرسُ الليلُ خيمًة
في ضلوع النهار
يسكنُها الوقتُ فيمحو دوائرَ الغليان
ربّما تفلِتُ البداية ُ من كفّيهِ: دربًا
علامًة
أملا
وعدًا
فتهوي بها الرياحُ
نهارٌ كانَ
والليلُ سيِّدُ الشجنِ العُلويِّ في خيمةِ الهوى
ملِكٌ , تنحني الهمومُ لهُ
الشكوى : طيورٌ على رماحٍ تعاني دهشَة الذبحِ
للدماءِ مرايا الشفَقِ
الصمتُ للعبادةِ
والهمسُ : دُعاءٌ مُوحِّدٌ
تطلِقُ الريحُ جمرةَ الوقتِ في الأفق:
نجومًا تسوقُ غيمَ الزمان
بين نهرِ الأسى ورابيةِ الخوفِ
الفضا: هُوّة ُ الصُّراخِ
صدى خاِرقٌ
وقرنٌ : ثواني!
لم يعُد للسماءِ وجهٌ
طواها الليلُ في شاطئيه طيَّ السجلِّ
لم يعُد للرياحِ موجٌ
حواها جبلُ الصمتِ في رداءِ التخلِّي
جمَدَ الوقتُ
فارقته فيوضُ الحُلم واسّاقطتْ بأقرب سهلِ
ربّما تمنحُ النجومَ شراعا
في مُحيطِ الزمان
أو نفَقا للريح
لمّا تبُحْ بوجهتها الأيامُ
والروحُ يصطلِي بشظى الماء
في انتظار السفِين ! .