سميرُ الصمت - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

أنتَ غنيّتَ للرضا والمحبهْ
عاشقا .. والوجودُ يأكلُ قلبَهْ

عابرا .. والخلاءُ يلهو فينسى
فبماذا تذكِّرُ الخطوَ دربَهْ ؟

وبمن ذا تلوذُ ؟ .. والفِكرُ غافٍ
في مهاوي الرجاءِ ، واليأسُ عُصبهْ

حين غنّيتَ ، في غِنائك فاضتْ
أمنياتُ المشاعر المُسْتتِبّهْ

وتجلّتْ على شواطئها الأحلامُ
فالرملُ في دم البحر رغبهْ

والبقاءُ : البناءُ من أوّل الهدمِ
إذا اجتاز منبعٌ ما مَصَبّهْ

ونداءُ السلام في الحربِ أوهىَ
مِن بصيص الشموع ، والريحُ غضْبَهْ

فاسترحْ من غنائكَ .. الصمتُ يرجوك
وأجراسُه لمَسْراكَ صُحْبهْ

كيف يمضي الغناءُ في زبَدِ الحُزن
إلى فرحةٍ طواها الأحِبّهْ؟

كيف ؟.. والليلُ يستجيب ويختارُ
وما غيَّرَ النهارُ مَهبّهْ

إنما يُصلِحُ الغناءُ نفوسا
ببذور الجمالِ والخير خِصْبهََْ

فإذا مسّها الحنينُ أضاءتْ
كوكبَ الروح .. فارتدى الصخرُ عُشبَهْ

آهِ من شدوك الذي يغسلُ الوقت
بأحلام روحهِ المُنصَبّهْ

ويُعيدُ الصباحَ للألقِ الباكي
بكهف الغروبِ إذ ضلَّ سِرْبَهْ

طافَ بالغفوة الكبيرة يَسْتولِدُ
ـ في الطمي ـ حَبًّة إثرَ حبّهْ

ما أجابته للبراءة إلا
وردة ُ الريح في ُزجاج الُغربهْ !