مسكنُ الفراغ - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

في عينيكَ ضحِكَ التراب
في صدرك تنفّس الحجر
ولم تزل مثقلا بخِلقتك الأولى
وطموحك الأول
إلى نهاية السفر
صحوتَ كي تنام
ضحكت كي تبكي
وأحببت
كي تخرق قلبك صورتُها بمنقارها
وبجناحين من نار تحرقُ قفصك الصدري
وتجرف عينيك في محيط
تعرف هي ممرَّاته الآمنة
كفاك تهويما أنك تلوَّنتَ بعطور شتى
ورفَّتْ أزاهيرُ الفضاء على شفتيك
وأنت تحاول أن تقول : أحبك فلا تستطيع
وأنك حضنت الصمت إلى آخر مساميره
ولم تصرخ من الألم
وأنك مشيت نائما
فسقطت ممسكا بجدائل النسيان
ولم تسال : لماذا أتيت وإلى أين أمضي
وأنت تختلط برمال الذكرى
مراكبُ الشمس تغادر خيالك مفككا
وقد يعثرُ بعضه ـ عند مخارج الفقد ـ
على استغاثات مذبوحة
والتفاتات محبوسة
وصمت أسلمته جذوره للهفة النار
وأنت لم تزل تغار
تغار
وتغار
إلى أن تفرغت منك تماما
لتصير مسكنا آمنا للفراغ !!