سياجُنا القديم - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

تدورُ الطيور حواليه قبل النزول
وينسربُ الليلُ من غيمهِ قطرةً قطرًة
تذوبُ على وجنتيه
فيخفتُ حتى يزول
أبي يستشيرُ السماء
تبشِّرنا مرًة وتحذِّرنا مرًة
فيقول : إذا استروحَ القمرُ العبْ مع الأصفياء
وعُدْ في ركاب الأفول
وللفجر نافذة ٌ تخرجُ الطير منها برائحة الطمي
تستِرقُ الشمس أنفاسَها وتِريقُ عليها الضياء
وترسلها للربيع
لينسجها بيدِ السحر أرديًة من سناء
يسُلُّ المُحبون منها خيوطَ الحنين
ويهدونها للأحبّة عند يقين المُثول
وحين جثا الحبُّ ذات شتاءٍ وراء انكسار العيون
وقام إليه المُرابون يلتمسون المُعين
تجرَّدَ عُريا
وغادره الطيرُ سعيا
إلى المستحيل !