صيحة ُ مُحترق - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

إلى الليلِ هذا الليلُ أسلكهُ وحدي
حزينَ الرؤى , مُستنفذَ الحَول والقصدِ
أعاينُ آلامي بمُقلة ساهرٍ
طفا , فغفا في صدره شجرُ البُعْدِ
أيا بلدي .. في الريح فكريَ ريشة ٌ
أيا بلدي .. والبُعدُ قيد تردُّدي
أيا بلدي .. والناسُ حولي بلا هُدى
يشقُّون صدرَ الوقت بالظلم والحقدِ
أيا بلدي .. والشِعرُ صار مَطيًّة
لكل َطموحٍ لا يُكِنُّ ولا يُبدي
أيا بلدي .. والحقُّ صار قضيًّة
مُلفَّقة َالأبعادِ للضد والضدِّ
أصيحُ , وفي قلبي الجريح مَحبّة ٌ
تبللُ صيحاتي بعطر التوقُّدِ
ألوذ ُبحِصنِ الصبر , زلزلة ُالجفا
تحطِّمُه فوق الندَى المتجددِ
أصيحُ .. وتنساني الفتوحُ ببابها
أسيرًا لجُند الصمتِ خلف تمرُّدي
تراني ـ وصوتي قد تقصَّف في الرَّدى ـ
أطلِّقُ صمتا من لسانِ التجرُّدِ !!