شكوى - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

ربَّاهُ .. دنيايَ تخلو من معانيها
فاليأسُ بائعها والحقدُ شاريها

تكلَّمتْ فلها عن نفسها كذبٌ
يضجُّ هادِمُها منه وبانيها

وسارتِ .. الحقُّ باكٍ تحت حافرها
والنورُ مُنكسِرُ الذكرى بواديها

ونحن ـ وا أسفا ـ مستغرقون بها
طوعا وكرها ومازلنا ُنجاريها

ما أرهقَ الروحَ في أيامٍ انكدرتْ
فأخرجتْ دون صبرٍ كل ماضيها

أسىً وحُزنا , ظلاما , ُغربًة وهوىً
ريحا وصمتا وتغفيلا وتنبيها

ربّاه ربّاه .. والآلامُ تجرفني
بمن ألوذ ؟ .. وداني الأرضِ قاصيها

بوائقُ الجار شقتْ كل شاردةٍ
عن احتضار الندى , واليأسُ ساقيها

وللأقاربِ أرحامٌ ممزقة ٌ
ُتقدِّدُ النارُ ماضيها وآتيها

فما يكونُ وجودٌ صرتَ خارجَهُ ؟
وما تكون حدودٌ سِجنها فيها ؟

وما تكون قيودٌ حلَّقتْ وهوتْ
ولم تزل نفسَا للحُبِّ راجيها ؟

رباه رباه .. هذي الأرضُ قاسية
فامننْ بلِينٍ ـ إذا جفتْ ـ يندِّيها !