مُخالفة - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

أحِسُّ بكمْ
أحِسُّوا بي
ولا تتكلّفوا حُفرًا تشقِّقُ بيتَ مكتوبي
هُنا
وأنا وأنتم نبتنِي مُدنا
نزفُّ بها عرائسَ حُلمِنا
وفَناءَ يقظتِنا
هُنا
وعمودُ نارٍ أو دُخانٍ لا يعودُ بنا
مِن الوهم / الطريق لأيِّ تصديقٍ وتكذيبِ
لماذا يركدُ الماءُ الشحيحُ
ليعزلَ الملحَ الغزيرَ بحِجرِ غُربتِنا ؟
لماذا
والطفولة ُ تستجيرُ بنا
وفي المهدِ المُعَذَّبِ كي تموتَ
تعانقُ المسكوتَ عنه
وتهجرُ الوطنا ؟
لماذا
والوفاءُ تسوقهُ الصحراءُ
يظمأ ُ
والسَّرابُ يغيظهُ بالماءِ
يسقط ُ
والرمالُ تحط ُّ في مَسراهُ : ألفَ شتاءٍ ؟
ارتبكتْ مواجعُنا
وشققَنا البكاءُ لخُضرةٍ ستُذِيبُ كلَّ هواءٍ
انقطعتْ مسافتُنا
وبين عيونِنا اشتعلَ الصراخُ
يسوقُ عرشَ النورِ للظلماء
يا أبتاه
يا أماه
يا عماه
يا خالاه
يا إبناه
يا بنتاه
يا ...........
وتسرَّبتْ في الذكرياتِ معالِمُ الرؤيا
وجفَّ الوقتُ , جفَّ
فأضلُعي يبِسَتْ
وقلبي عضَّ من بردِ المماتِ مواسِمَ الدنيا
عن الدفءِ الذي وعدَتْ بهِ
عضَّ , ارتقى وانقضَّ
والأيامُ : طاولة ٌ تفيضُ مَحبًّة ورضا
لمَنْ قتلَ الحقيقة َ
وارتضى لوداعِها نعيا !!