قصيدة العناصر - حميد العقابي

الــــمـــــاء
فـشــلَ الـمــاءُ فـي إطـفــاءِ حـرائــقِ الــروح
فـشــلَ الـمــاءُ فــي إرواءِ ظـمــأ الـحـقــول
فـشــلَ الـمــاءُ فـي تـطـهـيــرِ الأجـســادِ الـمـبــتـلَّــةِ
بـالـوحــلِ
فـشــلَ الـمــاءُ..............
فـراح يـغـســلُ نـفـســهُ مـن أدرانِ الأرض
واكـتـفــى بـالـمـسـيــرِ إلى الــ
م
ن
ح
د
ر
ت
الأرض
حـيـنَ أبـصــرتِ الأرضُ زحـفَ الـخــراب
هـالــهــا وجـهــهـا
فـاسـتـشـاطـت
ودارت علـى نـفـسـهـا دورتـيــن
نـفـضـتْ خـلـقـهـا
وتـصـابـتْ
تـعــرتْ
:وقــالــتْ
هـيـتَ لـك
يـا مـلـيـكـي الـصـغـيــر
فـأن أبــاكَ الـذي فـي الـسـمــاء
نــا
ئــم
ن
الـشــمــس
تـســّـاقــطُ أوراقُ الـتــوت
تـأخــذُ حــوائــيِ واحــدةً
أخــذُ أخـــرى
لـنعـيــشَ الـعـصــر الـشــعــريِّ
ولكــن فــي الـشــمــس
الــنــار
أيـتـهــا الـنــار ..
لـم يبــقَ لـهـذي الـروحِ ســوى الـكــيْ
لـســت مـجـوســيــاً
لـكــنَّ الـنـجــمَ يـحـدثـنــي
عـن ظـلـمــاتٍ أبـعــدَ مـن هـذا الـلـيـل
عـن نـجــمٍ يُــقــتـلُ فـي نـافـذتــي
ونـبـيٍّ يـعـمــهُ فـي الـغــيْ
أيـتــهــا الـنــار ...
لـم يـبـقَ لـهـذي الـروح ســوى ...
1985 دمشق