زراعة - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

الحقلُ : ماءٌ نسجَتهُ الريحُ طميا
صلّتِ الأفلاكُ في أبراجِهِ
اتسعتْ
ورفَّ فَراشُها القُزَحِيُّ, ذابَ على الأشعّةِ
في مسامير الغُبار هوى
وعاد الماءُ يُمسِكهُ البُكاء
على تفجُّعِ يُوسفٍ في الجُب
برْقُ عويلهِ شحَنَ السواقي بانفلاتِ الحُبِّ
في سُحبِ الكلام
وأنزلَ القمرَ المُخضَّبَ ثم سيّلَهُ
فأبدله عبيرًا ساكنا
ونَدىً يسوقُ الفجرَ في شجََر المسام :
رفيفَ أغنيةٍ / هُيامَ فراشةٍ بحُلولِها :
طفلاً يحُط ُّ عن الغمامةِ في سلام
يمسكُ الشمسَ التي ختمتْ سبيكتَها بشمع ٍ غائبٍ
ويُعيدُ خفْقَ الريحِ في الماء
الطيورُ تُطِلُّ من وبَرٍ , تُزقزق
والفَراشُ : مَخارِجُ الألوانِ من وجدان موسيقى الضياء
تفِرُّ صوبَ الشمس
تتركُ صفحةَ الأمسِ التي امتلأتْ بياضًا للسواد
للحظةِ الميلاد
حين تُعَبِّدُ الصحراءُ أنفاسَ الدماء !