في حب المصطفى - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

نورُ المدينةِ في الظلماء مختلِفُ
فوجهُ أحمدَ يرجو عطرَه الشرفُ
ترجو الشفاعةَ منه الشمسُ , فهي على
دربِ الهلاكِ ـ بلا استرضائهِ ـ كِسَفُ
يا حُبَّهُ في فؤادي لم تزل ـ وأنا
أدنو ـ كما كنتَ والأيامُ تنصرفُ
إذا سجى الليلُ نارٌ في الجبالِ ُتنا
ديني إليه , وبردٌ فيَّ ينخطفُ
أسيرُ , ما كنتُ موسى , الخضرُ يصحبهُ
يُريهِ آياته , والسرُّ ينكشفُ
أسيرُ , قلبي أسيرُ البُعدِ ما لمحتْ
عينايَ نجمًا تهاوَى وهو يرتجفُ
فربَّما أبصرَ النجمُ الحبيبَ , ومن
عينيه ندَّى الندى في وجههِ النجفُ
وما أنا أوّلُ الإ ثنين إذ دخلا
غارًا به حيّة ٌ بالحقِّ تعترفُ
وما أنا بابي أيوُّبٍ , انصرفتْ
إليه قصواؤه , فاستأسدَ اللهَفُ
أنا الأخيرُ زمانا والكسيرُ هوىً
والمُستكِينُ , بساطَ النارِ يلتحِفُ
يهيجُ دمعي إذا سار الحجيجُ , ولي
مِن هِمَّتي حجَرٌ للمُرتقَى سُقفُ
أسيرُ كيف إلى الهادي وقد رسختْ
حولي ذنوبي وبابي ردَّهُ الأسفُ
وصفتُ للعاشقين القُربَ , فانصرفوا
عني إليه , وعني أنسَهُم صرفوا
أسير كيف ؟ ودمعي شقَّ قلبَ دمي
عن صورةِ الحُسن بالمعنى الذي وصفوا
وهاجَ مزَّقَ عني سترَ ذاكرتي
لسانيَ الآنَ قبلَ الروح ينعطِفُ
فما النبيُّ كما قالوا وما وصفوا
وما النبي كما قصُّوا وما حذفوا
به الهداية ُ من فجر الوفاءِ ضُحى
وفيه للحقِّ بعد البُطل مُرتشَفُ
هو الذي سطَّرَ الرحمنُ غايته
فيه , فللناس شمسُ الحقِّ ما انحرفوا
فيه الأمانة ُ طبعٌ والوفاءُ هوى
والصفحُ حُكمٌ به الأرواحُ تأتلِفُ
أمالَ أعداؤه أحبابَه طربًا
بوصفهِ حينما قالوا الذي عرفوا
فما الشقاءُ الذي في الأرض حلَّ بنا
وما التخاذلُ والتأخيرُ والخرَفُ ؟
نقولُ ما يفعلُ الأعداءُ , أين لنا
روحُ السماءِ الذي للحقِّ ينتصِفُ ؟
نور الكتابين للمستمسِكين ضُحى
فكيف لليلِ من نخلِ العُلا سعفُ ؟
وقوّة ُ الحقِّ نصرٌ حين نتركهُ
تغشى الهزائمُ منا ما رأى الهدفُ .