فواتـح - حميد العقابي

1
طللٌ لنا نبكيهِ أم نلغيه ؟ نحنُ سلالةُ الأطلالِ والأسلافِ .. نحنُ رسيسُ وهنٍ نحملُ الأسفارَ والأطلالَ ، فينا نشوةُ الماضين نحو أفولهم ، حزنُ الشجيراتِ الصغيرةِ في مسار الدمع ، نكتم ضحكةَ الباكين فوق منافض الكلمات ، تكتبنا وترسمنا لهم وعلى بقايا زهرةٍ يبكو
2
قمرٌ على الأبواب يرسمهُ الدجى
ويلوّنُ العتباتِ بالفيروزِ ،
يفتحُ كوّةَ الأطيافِ في نزقٍ تطلُّ على اندحار غزالةِ الرؤيا أمام نسور ظلمتهم وتلغي مهرجان اللونِ في صبحٍ تكللَ بالطيورِ والندى ..
قمرٌ على الأبوابِ يرسمهُ الدجى
ويلوّنُ العتباتِ بالفيروز ،
يكتبُ أبجدية سرّهِ المهزوم في لوحٍ تهشمَ صمتهُ العذريّ . تلك سلالةُ الطين المعفر بالسخامِ وبالحروفِ ، وبالحروفِ ــ سُلافةُ الأسلافِ ــ تكفيرٌ لكلّ خطيئةٍ ألقت بهذا الطين في وادي التمرد ، آهِ يا طينَ السلالةِ كم تبرأنا وها إنا نعود إليكَ نجمعُ من أريجكَ نف
قمرُ الردى
3
قمرُ الطفولةِ يقتفي أثرَ المحاقِ ،
على طفولتنا يخطُّ سحابةً صفراء أوهَمَنا فأعطيناهُ كلَّ الخيطِ فرَّ بنا ، فشاهدناهُ يغوي نجمةً عرجاءَ في التابوتِ يُدخلها ، وكنا نسمعُ الأرواحَ تعزفها الخطايا ... تلك كانت أبجديةَ ظلنا ، كنا نمدُّ الى الجذور يداً فنلمسُ موتها في الشمسِ ، جذوةَ نضجها الممتد
ابتهال
عَبَدَ اليمامةَ ... علّمتهُ غناءَها / فالشعرُ كانْ
عَبَدَ المياهَ ... فعلّمتهُ رحيلَها / فالنفيُ كانْ
عَبَدَ النجومَ ... فأقرأتهُ ضياءَها / فالدمعُ كانْ
عَبَدَ الحياةَ ... فأطعمتهُ قليلَها / فالموتُ كانْ
أسفاً عليهِ فلمْ يزلْ انسانْ