بكاءٌ لمئذنةِ الصمت - خالد الحسن

من سورةِ الصحوِ جاءت روحُ مئذنتي
وكان جبريلُ يمشي بين اوردتي

وكنت اذرفُ اقماري على لغةٍ
وأخرجُ الحزنَ من جلبابِ اغنيتي

آمنتُ بالبحرِ امشي فوقه القاً
وكنتُ اعرفُ ان الريحَ اشرعتي

أنا بكاء السماوات التي نزفتْ
هذي النجوم وكان الصبحُ في شفتي

أنا غريب البدايات التي ولدت
منذ النهايات والغيمات ارصفتي

مآذن الليل نامتْ في ازقتنا
وقد نفختُ نجوم الصحو من رئتي

وقد سمعتُ بأن الموتَ منكسرٌ
على صليبِ حروفي فوق قافيتي

لي المسافةُ والابعادُ تأخذني
الى جنوني ولي خوفي واسئلتي

لم يكسر الحقل حتى والرياح به
والريح محنية من صبرِ سنبلتي

)تنفسَ الصبحُ (كان الليلُ ملتحفاً
بالحلمِ تركله احلام اغطيتي

امي وتنورها الطيني يعرفني
من فرطِ ما احترقت في الجوع ارغفتي

ارجوحة الصمت نامتْ والشتا هرمٌ
ومات صوتي كبيراً والربيع فتي

وذكرياتي التي لم تدخر ورقاً
قد احرقته وماتت روح محبرتي

والعشق يا سيدَ الانهار مفترقٌ
بين الرحيل وبين الموت في ضِفَتي

امد خيلَ غيومي والسما جهتي
واليوم اكبو بصحرائي وامتعتي

واليوم يا سيدَ الاقمار يقتلني
هذا المغيب وذاك الافق مقصلتي

تقدني كف هذي الريح من دبرٍ
وسجدة الشمس والاقمار مشنقتي

جسمي القصيد وهذا الافق منبره
والناس تعلمُ ان الشعرَ اجنحتي

مواسم الماء والقداح تربطني
وكنت امشي وحيدا دونما صلةِ

فمَنْ ينام على دمعِ السؤالِ ومَنْ
سيسهرُ الان في شكي واجوبتي

ولن اقول ابي اذ كنت في وجع
هذا انا دمعة السياب مدرستي

(انامُ ملءَ جفوني عن شواردها
ويسهرُ الخلق) في شعري وفي لغتي