قلبٌ مدفونٌ في ترابِ الجسد - خالد الحسن

تحكي الحكايةُ إِن قلبيَ سنبله
فأذا الحصادُ يزفني في بسمله

نزفَ السؤالُ وكانَ قلبيَ جامحاً
فأرى الجوابَ على حدودِ الاسئله

قد كنتَ في افقِ المثالِ محاصراً
فمرر بنا كي لا تقاسَ الامثله

وامرر على جثثِ الرجالِ زوارقاً
وأرسمْ لنا بالماءِ شكلَ المقصله

صعدَ المكانُ الى حبالِ عيوننا
كي يرتدي الانظارَ وهي مبلله

صعدَ الجميعُ على مسافةِ ظلهم
فتكسرَ الظلُ الغريبُ كأرمله

وأبيضَ شعرُ الوقتِ حتى لا يرى
وجعَ الرياحِ هناك خَلَفَ مقتله

قد يستعيدُ الصوتُ شكلَ حصاده
او قد يبعثرهُ الكلامُ كسنبله

وشعوبُ مرآةِ العيونِ تقاتلت
اذ ما رأت عُنُقي سينحر منجله

بالماءِ بالاسماءِ بالشمسِ التي
للآنِ تنزِفها السماءُ لتغسله

هذا عراقك في عروقِ الله يم
شي متعباً قل هل سيعرفُ منزله؟

سكنت به انجماتُ لم يعرف بها
والشمسُ ما زالتْ هنا متنقله

بالامسِ كان مع الازقةِ شاسعاً
لكن ابوابَ المدائنِ مُقفله

والغيمُ يُمطِرُ في شتاء قصيدتي
والريحُ مرتْ في ربيعِ الاخيله

نزل المكانُ على سماءِ عيوننا
لكن مركبةَ الدموعِ معطله

صعدَ العراقُ الى ضريحِ قلوبنا
كي يقطفَ الاياتِ وهي مرتله

فاليوم يكتبُ بالدموعِ رحيله
كي يحملَ الوحيَ القديمَ ليُرسله

والموتُ تاهَ بشارعٍ في معطفي
واضاعَ ظلَ عيونِه والبوصله

جلست غيومُ الظنِ جنب حكايتي
احكي انا للغيمِ سراً اغفله

تحكي الحكاية إِن قلبيَ فارعٌ
قمرٌ بذاكرةِ المدائنِ انزله