مَدَّ يَدَيه - عبدالعزيز جويدة

إلـى الطفـل الذي رأيتُه يمسحُ زجاج السيارات
فالتقت عيني وعينه .. فنزفتُ هذه القصيدة
***
مَدَّ يَديهْ
قفَزَتْ نارٌ مِن عينيهْ
طِفلٌ قابِعْ
خلفَ حدودِ الزمنِ القاسي
مَرَّ مُرورَ الرعدِ القاصِفِ في إحساسي
كانَ يُريدْ
كِسرَةَ خُبزٍ،
قرشًا أبيضْ
ينفعُهُ في اليومِ الأسودْ
حينَ يُفكرُ في جلبابٍ يومَ العيدْ
كانَ يُلِحُّ .. يُلحُّ ..يُلحْ
صارَ سؤالُ الطفلِ كَمِلحْ
سقطَتْ فوقَ رصيفِ الشارعِ
قطرةُ دَمْ
سقطتْ فوقَ الرأسِ الشاردِ
قطرةُ هَمْ
ليسَ هنالِكَ مَن يَهتَمْ
تلكَ وجوهُ الناسِ اعتادَتْ
لونَ الدمعْ
هذا العالَمُ مُتحَفُ شمعْ
***
كانَ يمُدُّ إلَيَّ يَديهْ
أقرأُ سُوَرَ الحزنِ الكامِنِ
في عينيهْ
مِن شباكِ السياراتْ
كانَ يُنادي ..
كانَ يُطلْ
كانَ الحَرُّ القاسيَ يَلفحُ
في جَبروتٍ وَجهَ الطفلْ
كانَ الطفلُ يُحاولُ قَهرًا
نَفْضَ غُبارِ القسوةِ حتى
يَلمعَ تحتَ الجلدِ للحظةْ
شيءٌ مِن رِفقِ الإحساسْ
كانَ يَدورُ لكي يَستعطفَ قلبَ الناسْ
كانَ يُحاولُ
يُفرِغُ كأسَ المُرِّ المُترَعْ
مِن نَظراتِ المَقتِ الدائمِ
لكنْ ..
كانَ يَعودُ لنفسِ الكاسْ