سجينُ الحياة - علي فريد

وعدتُ وَحيْداً أجُّرُ الخُطى
يصاحِبُني الحزنُ والذكرياتْ

فلا أنا فزتُ بما قد مَضى
ولا أنا دَارٍ بما هو آتْ

ولو صَحَّ للنائباتِ الهوى
لكنتُ أنا من هوى النائباتْ

دموعي التي مُزجتْ باللظى
تُسطرُ أبياتيَ الخالداتْ

وأزهارُ نفسي التي أينعت
جَنَتْها أيادي النوى الظَّالماتْ

أنا غارقٌ في بحارِ الأسى
ولمَّا أجد بعدُ طوقَ النجاةْ

إذا سَمِعَ الناسُ أنغامَهُمْ
سمعتُ أنا ضَجةَ النَّادباتْ

أسيرُ وحيداً ولكنني
معي كلَّ أحلاميَ الزائفاتْ

وأسخرُ من قهقهاتِ الورى
ويُضحكُني الحُلمُ والأُمنياتْ

أمانيَّ تلكَ التي حَلَّقت
نهايتُها " سلة المهملاتْ "

إذا الفألُ أبصرني مرةً
تشاءم من أعيني الدامعاتْ

ولولا الملوحةُ في أدمعي
لأنبتَ دَمعي الترابَ المواتْ

أرى الناسَ من خَلفِ "نظَّارتي"
فأبصرهم أوجُهَاً كَالحاتْ

تعرَّفَ عقلي على فِكرهم
فكَاد يُجنُّ من التُرهاتْ

وحين تأملتُ أفعالَهم
تيقنتُ أني سجينُ الحياةْ