إضاءة في خيمة الليل - علي فريد

كان في عينيه قنديل براءة
وعلى خديه تمثال وضاءة

هَبَّ من لحد الدُمى منتفضاً
غازلاً من جبهة الشمس رداءه

يحتسيه النور.. ينساب على
وجنتيه الوردُ في شِبه انحناءة

يَرسمُ الصبحَ على مِحْرَاثِهِ
ويُوَشِّي بالحواديت مساءه

يرقص النيلُ على أنغَامِهِ
ويُغَذِّي بالتقاليد دماءه

جاء في كَفْيه حَبَّات نَدَى
وعلى مَتنَيْه (شَالٌ) وعَبَاءَة

***

أي شيئ تَبْتَغي؟ لا أبتغي
أيَّ شيئ منكَ يا جِيلَ الرداءة

أنت جيلٌ في ثناياك انطوى
شجر الهالوك أو موتُ الفجاءة

الشعاراتُ التي أقرؤها
سَرَقَتْ مِنِّي مَفَاتِيحَ القراءة

مِنْ هُنا جِئتُ وأَبقى هاهنا
مِشْعَلاً يُعْلِنُ لليلِ إباءه

لحظةً وانْتَفَضَ الصمت وفي
كَفِّهِ مِنْجَلُ قَطْرِي بنِ الفُجَاءَة

هَذِهِ مملكةُ الليل .. أَفِقْ
وانْتَبِهْ ، لا يغفر الليلُ الجراءة

لَمَحَتْ عَيناه أشلاءَ الضُحى
سمعت أذناه قاموسَ البذاءة

نبتت في جِيدهِ مشنقةٌ
خَنَقَتْ كلَّ بَراهينِ البراءة

أشرَعَتْ بابَ السماوات له
فمضى لم يُغلق البابَ ورَاءه

وانثنى يَبسم من عليائه
تاركاً في جبهة القيد حذاءه

قيل لي : لو كان في تاريخكم
مثله ما حَكَمَتْ هذي الدناءة

***

كان ياما كان ميلادُ رَجَا
مَنْ تُرَى أَطْفَأَ باليأسِ رَجَاءَه

سَأَلُوا عَنْه الزنازين التي
سَلبت من وجههِ الحرِ ضِياءَه

أَطبقَ الصمتُ ولكن فَجأة
لمعت في خيمة الليل إضاءة