الليلة الأخيرة - علي فريد

لستِ لي في هذه الليلة إِلفَا
نبعُ إحساسي بإغرائك جَفَّا

صُمَّ سَمعي عَن نِدَاءاتِ الهوى
بَصَرِي عن هذه الفتنة كُفَّا

لَمْ أَعْد أَعْشَقُ عَينيك التي
كَان لي محرابها بالأمس مَرْفَا

زمن اللهو تَولَّى فَاهْدَئِي
واسمعي الدهر الذي يَعصِف عَصْفَا

ذلك الحب الذي أسكَرني
حَلَّ ضيفَاً ومضى عَنِيَ ضيفَا

إن هَمِّي هَاهُنَا يُثقِلُنِي
إن بُؤسِي هاهنا يزداد عُنفَا

يُخْلِفُ الدهرُ مواعيد الَلِّقَا
فإذا مَا أَوعَدَ الفُرْقَةَ وَفَّى

فاستريحي الآن من عِبء الهوى
واسدلي فوق غرام الأمس ِسِجْفَا

لا تقولي شاعر منفردٌ
أنا لولا وحدتي ما صُغتُ حَرفَا

لا تلومي الشعر في إيلامنا
إنما الدنيا بغير الشعر منفى

لَم تَعُد غَير رؤى الشعر التي
تزرع الآمال إشفاقاً وعَطفَا

فَاهْجُرِينِي أو هَبِينِي يُوسُفَا
هَمَّ أن يفعل شيئا ثُم عَفَّا