حديث قبلة - علي محمود طه

تسائلني حلوة المبسم :
متى أنت فبّلتني في فمي ؟

تحدّثت عني و عن قبلة
فيا لك من كاذب ملهم !

قلت أعابثها : بل نسيت ،
و في الثّغر كانت و في المعصم

فإن تنكرينها فما حيلتي
و ها هي ذي شعلة في دمي

سلي شفتيك بما حسّتاه
من شفتي شاعر مغرم

ألم تغمضي عندها ناظريك ؟
و بالرّاحتين ألم تحتمي ؟

هبي أنذها نعمة نلتها
و من غير قصد .. فلا تندمي !

فإن شئت أرجعتها ثانيا
مضاعفة للفم المنعم

فقالت و غضذت بأهدابها :
إذا كان حقا فلا تحجم

سأغمض عينيّ كي لا أراك
و ما في صنيعك من مأثم

كأنّك في الحلم قبّلتني
فقلت و أفديك أن تحلمي !!