موت الشاعر - علي محمود طه

شعراء الشّباب : خرّ الأيـ
ـكة شاد مخضبا بجراحه

مات في ثغره النّشيد و جفّت
خمرة الملهمين في اقداحه

ضفّة النّيل ، و هي بعض مغانيـ
ـه صحت و تسأل الرّبى عن صداحه

أين منها صداه في ذروة الفجـ
ـر و همس الأنداء حول جناحه

بوغتت في الصّباح أخرس إلاّ
جهشة الشّعر أو شجيّ نواحه

نبأ جاؤني فأسلم عقلي
لضلال هدّدته بافتضاحه

لو رماه فم القضاء بسمعي
خلته بعض لهوه و مزاحه

فلسفتك الحباة يا حامل المصبا
ح و الأفق مائج بصباحه

صف لنا صرعة الذّبال و ماذا
قد أصاب الحكيم في مصباحه

شاطئ فوق صدره بفهق المو
ج و تهوي الصّخور تحت رياحه

ضلّ في جنح ليله زورقي البا
سم يهفو الحنين ملء و شاحه

قم فقد أقبل الشّتاء و أومت
سنبلات الوادي إلى أشباحه

آله في هتافك العذب داع
ينطق الواجمات من أدواحه ؟

عبر النّهر و النّخيل إلى أن
جاء مثوى رقدت في صفّاحه ؟

حمل العهد عن قلوب الحزانى
فدعا المعولات من أرواحه

الثّلاثون لم تكن عمرك السّا
در في فتنة الصّبا و مراحه

إنّها خفقة الفؤاد ، سهد الـ
ـعين في حومه العلا و كفاحه

إنّها قصّة الصّديق ، و مأسا
ة شهيد مكلّل بنجاحه !