سؤال و جواب - علي محمود طه

تسائلني : و هل أحببت مثلي ؟
وكم معشوقة لك أو خليلة ؟

فقلت لها و قد همّت بكأسي
إلى شفتيّ راحتها النحيله :

نسيت و ما أرى أحببت يوما
كحبّك ، لا ، و لم أعرف مثيله !

فقالت لي : جوابك لم يدع لي
إلى إظهار ما تخفيه حيله

و في عينيك أسرار حيارى
تكذّب ما تحاول أن تقوله

فقلت: أجل ، عرفت هوى الغواني
لكلّ غاية ، و لها وسيله

خبرت غرامهنّ قلى و وصلا
كثير الوعد لم يدرك قليله

قلوب قاسيات قنّعتها
وجوه شاعريات نبيله

إذا طالعنني أنسيت جرحي
و أنّ الحبّ لم يرحم قتيله

و جاذبني إلى اللّذات قلب
شقيّ ضلّ في الدنيا سبيله

و عدت كما ترين صريع كأس
أنا الظّمآن لم يطفئ غليله

فقالت : كيف تضعف ؟ قلت: و يحي
و كيف أطاع شمشون دليله؟

فقالت : ما حياتك؟ قلت : حلم
من الأشواق أوثر أن أطيله

حياتي قصّة بدأت بكأس
لها غنّيت ، و امرأة جميله !!