آيبون - عماد علي قطري

كانت فضاءات اليمامة مرّة
والأغنيات تصك سمعي
تفتدي مجدا وآيات الفخار
هذى بنايات الرياض تسد وجهي
قف !!
غريب الدار لن تحيا ..ولن تمضى..
فإن الدرب نار
والقادمون علي جياد الكُره
ألقوا في دروبي صرخة
لا ..
عيروني باغترابي ألف عار
والنيل في دمي المسافر
يحضن الذكرى فيسمو
يرسم الدلتا شموسا
خضبت دمع الصغار
لي في بلادي دوحة وحبيبة وبنية
ودروب عشق تشتهينا
إن نغب يوما تغار
ـ فيما مقامك والدروب كئيبة
والذكريات قديمها وجد سما
و جديدها شوك ونار
قد كبلونا قيد وهم *
أشعلونا بالفيافي
أشغلونا بالخزامى .. بالصَّبا
شم العرارْ
ـ هل كبلوك .. وأنت حر
هل ترى في القيد سدًّا
أم تراك اشتقت عيشا
كالبهائم في القفارْ
لا.. *
لم نكن يوما كسالي
بل خرجنا نزرع الأيام كدًّا
نرتجى فجرا ودربا للصِّغار
ـ هل أجدب النيل السعيد
أم انحنى جذع النبوءات
التي تكسو وقار الأرض دوما بالثمار؟
* ما أجدب النيل السعيد
ولا انحنت دلتا بلون الوجد
لكن..
أعلن الزبد انتصار
ـ أشككت بالنيل المشاكس
يوم عاث الجدب فينا
واستشاط الورد غيظا
كبّلوا منا المسارْ
بدمي خرير النيل دمدمة *
وطين القلب طمي
من تراب الجسر
– جسر البحر-
هذا الافتخار
ـ هل أجهدتك الغربة الكبرى
وهد الجسم ترحال وبعد
فاستحال النبض موتا في المسار
* جسمي سليم لم يزل
ما لامسته الريح أو نار القبائل
لم يزل غضًّا يجافي الانتظار
الداء داء العقل مذ جئنا
وراء الوهم نجرى
نبتنى فجرا مجيدا
نشترى دارا.. بدار
* كان الزمان أوان زيف
لم يدع حرا
يعيش بلا سؤال عن محال
لم يكن منا القرار
ـ النبت رغم الجدب
لا يرضى بديلا عن أديم الأرض
رغم القفر لا يستاء من طول انتظار
* هل كنت تدري
أن نار الظلم جاثمة علي صدر البلاد
تقودها قسرا لعار .. بعد عار
ـ ها قد خرجت ودرت أرضا
ترتجى أمنا ..
فهل يجنى زهورا
من يديم الحرث
في الأرض البوار
النيل .. والدلتا .. *
وهذا الرمل
ألقى في عيون الكل قنبلة
تداري الشمس في عز النهار
ـ الشمس رغم الغيم تبدو
.. لا تكن أعمى
يشوف الغيم قيدا خالدا
لا يرتئي فيه اندحار
نامت نواطير الهوى ؟
مهلا ..
فهل يا مصر عادت شمسك الذهب
التي ضحكت فأبكتنا صغار
وبأي حال عدت يا عيد الهوى
هل عدت كيما نذبح الشيخ
المجلل بالوقار
لا الماء خلفك
لا ..
ولا خلف التخوم الجند تشدو
أغنيات المجد أو تهفو
لأوسمة انتصارْ
هذى فضاءات اليمامة فرحها جرح
وليل البيد ملح حارق
قل لي علام الانتظارْ؟
ما الانتظار؟