فلتعصف الريح - رشيد ياسين

فلتعصفِ الريح وليحلو لك الأفُقُ
مادمتِ لي فحياتي كلها ألقُ

من كان مرفأه عيناكِ إنْ عصفتْ
هوجُ الرياح، فهل يخشى له غرق؟

ماذا أريد، وعندي الدفء تغمرني
به يداك وعندي ثغرك العبِق ؟

ولي أضاقت بيَ الدنيا أم اتسعت
ميعاد حبٍٍ يوافيني به الغسق

يدنو فتسترجع الأشياء روعتها
ويضحك المرج لي و الغيم و الشفق

ونلتقي فكأن الأرض ما وُجدت
إلا لنا، وكأن الناس ما خلقوا

وسادنا العشب والظلماء خيمتنا
ومن قناديلها خداك و العنق

إذا تعا قبت الساعات مسرعةًً
لم ننتبه لخطاها و هي تسترق

حتى نفيق و ثوب الليل داميةٌ
أطرافه، وحسام الفجر يُمتشق

حبيبتي ، إنه الفردوس تفتحه
إ لهة الحب للعشاق إن طرقوا

فهل يظل لنا أم سوف نتركه
يوماً على الرغم منا وهو يحترق ؟

أتنكرين على قلبي هواجسه؟
أي المحبين لا يعتاده القلق؟ !

***

و كيف لا أرهب الدنيا و قسوتها
ومن فؤادي على أظفارها مزق ؟

بلى، و عينيك، بي خوف يلازمني
كأنه بشغاف القلب ملتصق

أخاف صحواً على بيداءَ موحشةٍ
قد غاب عني وعنها وجهك الألِِق

ورحلةً في خريف العمر يصحبني
فيها خيالكِ و الحرمان و الأرق

حبيبتي، تلك أشباحٌ تعاودني
فعانقيني كطفل مسه فرق

ولننسَ ماليس يجدينا تذكره
ولننطلقْ حيثما تمضي بنا الطرق

يبقى الربيع ربيعاً رغم أن له
يوماً سيذبل فيه الزهر والورق