مساءات - عماد علي قطري

"1"
المساء الذي علم القلب
أشجانه
يرحل الآن خلف الغيوم البعيدةْ
والبنات
- اللواتي غزلن الفؤاد اشتياقاتاً -
يرحن البلاد الحزينةْ
على ضمة
ليس فيها
سوى النيل
والأمنيات
يا مساء على ضفة الحزن بات
من يفادي دموع البلاد
التي ضمها الحزن
شمسا ووجدا
إلى سكة من موات
يا مساء يساقي فؤادي الشجن
أيها المستبد العنيد
أين أرضي ..
وعصفورية .. والمدى
والفضاء
أين تاريخ يومي ..
وأمسي
وفجر النبؤات والأمنيات
أين أيا منا والبلاد
والبنات اللواتي ..
ترى أين هن ..
ترى أين هن ..
أيها المستبد العنيد
البنات اللواتي غزلن الفؤاد
أين هن البنات .. البنات ..
"2"
المساء الذي نام فوق البيوت
انتشى بالنجوم اللواتي
رقصن الوداع الأخير
ساكنا كان وجه الهوى
والفؤاد الذي عاقر الشعر
يرتاد درب القوافي
ويرنو لدمعٍ أراقته بعض الشجون
المساء ارتوى
بالدموع اللواتي نقشن الدروب
اشتياق الوطن
المساء ارتوى ..
وارتوى ..
الفؤاد اكتوى
غاب نجم الهوى
المساء انزوى ..
... انزوى
"3"
المساء الذي يغزل القلب شوق الرحيل
انتبه
مؤذنا بالحنين الغريب الخطى
نورس الشوق من أغضبهْ
المكان اشتبه
والهواء الرمادي يغزو العيون اللواتي
أطلن الرنو اشتياقا
لهذى الوجوه ..
العيون .. السماء .. الرمال .. الهوى
المكان اشتبه
الفؤاد انتبهْ
والتضاريس .. ألقت على صفحة القلب
عطر الزمان البعيد
الفؤاد انتبهْ
والسماء ارتمى موجة
ما أعذبهْ !!
"4"
المساء الذي أغلق الباب
خلف النجوم استدارْ
فاستحالت ذؤابات ذكرى
تساقي مساء الهوى
فيض نار
السماء استدار
والفؤاد المعنى
أبى أن يفادي
ديارا ..
بدارْ
"5"
المساء الذي بدل العشق موتا
ولم يغمض العين
يمشي الهوينى
على سكة
أرهقت صوت ليلى
فنامت على شرفة الأقحوان
- المسجى-
وأمست بلا ذكريات
السماء انتشى ..
حين قدت نساء الكلام
الحنين المواري
حديث العيون
التي تسكن الآن درب الموات
المساء انتشي
وانتشي ..
ثم مات.