ربما تدرين - رشيد ياسين

ربما تدرين يا أحلى الغواني *
أنني أعشق سحراً غامضاً في مقلتيكِ
وبأني منذ أبصرتكِ تجتاح كياني
صبوة خرســاء لم أفض بها يوماَ إلِيكِ !
ربما تدرين..فالنســوة يفهمنََِ الرجالْ
ولقد يقرأنَ في أعينهم مالا يقال !
إنما لم تعرفي بعدُ بما أججت فيٌـا
حين أبديتِ من الفتنة ما كان خفــيٌا
فإذا أنت ، وقد أســفرتِ من بعد احتجابْ
كوكب مؤتلق يبرز من خلف سحاب !
آه لو أن أزاهير الشباب
لم تدســـها أرجل الدهر العنيفْ
وهو يعدو ساحباً مركبة العمرِ
إلى هاويةالصمت المخيف !...
يا لبؤسي ! كيف ولٌى ســـحر أيامي وغاب
كهشــيم يابس تمضي به ريح الخريف ؟
آه لو أن الزمانْ
لم يدر دولابه الصاخب كالومض بنا
لتكوني أنت في الأوج ، وفي الســفح أنـا
لرأت عيناكِ فيٌ اليوم مالا تريان
و هفا قلبك ، يا نائية القلب ، إليٌـــــا
و دنا ثغرك مني باحـثاًَ عن شــفتـيٌـا !
ويح قلبي ! ما الذي يجنيه من أحلامــــه
غير السـراب ؟؟
غير وجدٍٍ ينزوي خوفاً من النور
و سهدٍ و عذاب ؟ !
كيف أنسـى ، وأمانيٌ تحومْ
حول فردوسكِ ، أني أبتغي لمس النجوم
بينمابات جناحي اليومَ
لا يرفعني فوق التراب !
__________
صنعاء 2001
* الغواني جمع غانية ، والغانية هي التي غنيت بحسنها و جمالها عن الحلي – لســــان العرب.