عندما يغفو القدر - فاروق جويدة

ورجعت أذكر في الربيع عهودنا..
أيام صغناها عبيرا للزهر
والأغنيات الحالمات بسحرها
سكر الزمان بخمرها وغفا القدر
والليل يجمع في الصباح ثيابه
واللحن مشتاقا يعانقه الوتر
والعمر ما أحلاه عند صفائه
يوم بقربك كان عندي بالعمر
إني دعوت الله دعوة عاشق
ألا تفرقنا الحياة.. ولا البشر..
قالوا بأن الله يغفر في الهوى
كل الذنوب ولا يسامح من غدر
* * *
ولقد رجعت الآن أذكر عهدنا
من خان منا من تنكر.. من هجر
فوجدت قلبك كالشتاء إذا صفا
سيعود يعصف بالطيور.. وبالشجر
يوما تحملت البعاد مع الجفا
ماذا سأفعل خبريني.. بالسهر؟!
* * *
ورجعت أذكر في الربيع عهودنا
وسألت مارس كيف عدت بلا زهر؟
ونظرت لليل الجحود وراعني
الليل يقطع بالظلام يد القمر
والأغنيات الحائرات توقفت..
فوق النسيم وأغمضت عين الوتر
وكأن عهد الحب كان سحابة
عاشت سنين العمر تحلم بالمطر
من خان منا صدقيني أنني
ما زلت اسأل أين قلبك.. هل غدر؟
فلتسأليه إذا خلا لك ساعة
كيف الربيع اليوم يغتال الشجر؟!