دمــشق - رشيد ياسين

أحبُ ، يـا دمشقُ فيـك مشرِق َ الـصباحْ ..
يغسـل بالأنـوار والطيـوبْ
دروبـك الـفِساحْ...
أحـبُ فيـك حُمرة الغـروبْ
تـطفو على قلانس الجـبالْ
وتصبغ المآذنَ الــطوالْ...
وليـلكِ الضـاحك ، والقمـر
يـوزع الأنوار والظلالْ
على حواشي الغيـم والسطوح ِ والشجرْ
تــوزيعَ فنّان ٍ عجيب ، بـاهر الخيال! ...
وعنـدما تلوحْ
في الليل الآف المصابيح على السفوحْ
كأنـها كواكبٌ تسبح في الفـضاءْ
أراك، يـا دمشقُ قطعةً من السمــاء !...
* * *
غنيّة ٌ أنـتِ بما أغدقـت الحيـاةْ
علـيك من هبـات ...
لــكنّ أغلى صفةٍ فيك هي الثـبات ،
ثباتُـك المــجيدْ
أمـام أطماع ملوك النـفط والحديـدْ !...
كم حاولوا أن يـكبحوا تيـارك العنيد ...
وكم تمنّوا لو يعيدونـك من جـديد
محنيــةَ َ الرأس إلى قافــلة العبـيد ...
وأنت كالنجــوم ْ
منيــعة التـخوم،
شــامخة ٌٌ ، هازئة ٌ بالوعد والوعـيد ! ...
*
1957