صورة مناضل - رشيد ياسين

وقفتَ و قد أحاط بك الذئابُ
قوياً ، لا تلينُ ، و لا تهابُ

على جنبيك للسوط انهمارٌ
وللدم من جوارحك انصبابُ

و حولك تطفح الظلمات حقدًا
وتلمع في جوانبها الحرابُ

و أنتَ كذروةٍ شماءََََ .. تعوي
حواليها أعاصيرٌ غضابُ

بوجهٍ جامد القسمات ، صلبٍ
و إن غطاه من دم_ه نقاب !

على شفتيك يرتسم التحدّي
و في عينيك يضطرم الشباب

كأنّ من الإباء عليك درعًا
يكلّ إزاءه ظفر ، و نابُ !

و كشّر حولك العملاء غيظًا
كما تبدي نواجذها الكلابُُ

يصبّون العذاب بغير جدوى
و يلقون السؤال.. و لاجوابُ

فمثلك لايزيد سوى احتقارٍ
لجلاديه ، إن ازداد العذابُ

ومثلك لا يزيد سوى شموخٍ
و إصرارٍ إذا الجبناء تابوا!

مشيتَ ، وأنت تعلم أيَّ دربٍ
سلكتَ ، وأين تتجه الركابُ

و أنك بادئٌ شوطًا قصيّاً
تحيط به الغوائل و الصعابُ

و لم تكُ كالذين إذا أحاطتْ
بهم نار الأذى صغرواوذابوا

ومن يتصدّرون لكي يكونوا
ربابنةً ، إذا سكن العبابُ

دعاك إلى الكفاح المرّ شعبٌ
تحيق به المجاعة والخرابُ

وتبهض منكبيه شرور عهدٍ
دعائمه فجور و اغتصابُ

و شرذمةٍ من العملاء هانتْ
ضمائرهم ، كماهان التراب

رأوا طعم الخيانة مستساغاً
كما يستمرىء الجيَفَ الغرابُ

فلم تعرفْ ضلالتهم حدودًا
و لم يستر مآثمهم حجابُ

و لم يتذكروا يوماً عصيباًَ
تميل على الحبال به الرقابُ

و أنّ دماء نا دَينٌ عليهم
سنأخذه إذا أزفَ الحسابُ