حادث يومى - فتحي سعيد

و تبادلنا القبلات
و تبادلنا الأحضان
و كتبنا في الورقات
الهاتفَ...و العنوان
ثرثرنا كالعادة حول قضايا الإنسان
و بكينا الأطفال, و مسَّحنا بالأركان
و تذاكرنا ضجر الزوجات
و بعضَ شقاوات الأبناء
و نفثنا حلقات الدخان
في نهم
و قصصنا أجنحة الأشياء
و نفضنا أعقاب سجائرنا
فوق حروف الشعراء
ما بين مروق العربات, و عربدة الأبواق
و شجار المارة و الباعة و دبيب الشبان
باللفظ الجارح و الجانح
في سمع العابر, و الشارع, و الميدان
سالت بالأعناق
قدمان
و أوغلتا الخطوات
و تواعدنا أن نشرب نخب الكلمات
إبتلعتنا الطرقات
و انحدر كلانا...تتعثر عيناه
خلف العدسات
في أول منعطف صادفناه
مزَّقنا الورقات .