أفكرتِ يوماًً ؟ - رشيد ياسين

أَليلايَ ، لو تدرين ماذا أكابدُ
لهبَّ ضميرٌ في حناياكِ راقدُ

ولاغرورقت عيناكِ بالدمع رحمة ً
وإن نضبتْ في محجريك الروافدُ

أحسّ ، وقد ضاع الذي ضاع ، أنني
غريقٌ وأنتِ الشاطىء المتباعد

وأني أنادي صخرة لا تجيبني
وأسبح ضد الموج ، والموج ماردُ

أفكّرتِ يوماً أيّ حزن ٍيلفّني
ومن أيّ جرح تستمدّ ُالقصائد ؟

أعود إلى بيتي فيجهش صمته
بوجهي ، وتبكي فيه حتى المقاعدُ

ويسألني عن لهونا و ضجيجنا
أ فصلٌ طتواه الدهر، أم هو عائد؟

أليلايَ ، هذا الصمت منكِ يريبني
فماذا عساها أن تكون المقاصد ؟

أناديكِ من قلب ٍيحزّ نياطَه
من الشك نصلٌ مرهف الحدّ ، بارد

ولي- مثلما تدرين – قلب ٌتدلّه
أحاسيسه ، إ ن أعوزته الشواهد

إذا ما احتواني الليل ضاعف وحشتي
وأحسستُ فيه ما تحسّ الطرائدُ

و همتُ على وجهي ،تلاحق خطوتي
كوابيس أٌقصي ظلّها ... فتعا ود

وأنشد منها في الملذات مهرباًً
فأشعر أني في الملذات زاهد

وأني تميد الأرض تحتي ولاأرى
لنفسي ملاذاً أ و ذراعاً تسا ند

أسائل نفسي: أيّ معنى لصمتها ؟
فتنثال في ذهني الروئ و المشاهد

وتبدو معاني الصمت،طوراًَ،كثيرة ً
ويرجح ، طور ًا ، أنّ معناه واحدُ

فلو لم يكن إلا استياءًً و جفوة
لما طال حتى أنكرتني الوسائد

ولكنه صمتٌ مريب تلوح لي
أماراتُ غدر ٍٍتحته و مكائد

فهل تخذتني أمنياتكِ معبراً
وضعفكِ درعاًً حين تأتي الشدائد

ولم يبقَ من دورٍأؤديه بعدما
تصلب عودٌ منكِِ واشتدّ ساعد؟ !

أتنسينني ؟ ما زلتُ غير مصدّق
وإن كنت أدري أنّ قلبكِ جاحد

بلى ، كان في أيّامنا ما يشوبها
وما دسّ موتورٌ ولفٌق حاسد

لكنني لم أعطكِ العمر كلّّه
لأحصد من دنياكِ ما أ نا حاصد

______________

صوفيا - 1970