الزائر الغريب - رشيد ياسين

أيها الطائر الذي ساقه الليل
إلى منزلي كسير الجناح

طمستْ دربه الدياجي ، وأدمت
جسمه الغضّ قاسيات الرياح

أيّ شيء أعطيك ، والهم قوتي
وبماذا أرويك ، والدمع راحي؟

لمَ آ ثرتَ بالزيارة بيتاً
موحش الصمت ، واهن المصباح

هل تناهى إليك أني غريب
ليس لي صاحب سوى الأشباح

فتقصدتني تشاركني أحزا ن
قلبي حتى انبثاق الصباح ؟

* * *

ما تعودّتُ أن أزارَ ، فعذراً
إ ن بدا في ضيافتي تقصيرُُ

جئت من غير موعدٍِِ، والدياجي
حالكات ، والجوّ قاس ٍ، مطير

إنّ في موقدي بقيّة نار ٍ
فاقترب منه ، أيّّها المقرور

لمَ تخشى الدنوّ مني ؟ أتوحي
قسماتي بأنني شرّيرُ؟

يا صديقي المسكين ، ما أنا إلا
شاعر ، قلبه كبير ، كبيرُ

يعتريه الأسى لمرآى ضعيف ٍ
يتشكى ، أ و خائف يستجير

إ ن يكن رابك انقباضي،فطبعي
ليس وعراً ، لكنّ عيشي مرير

كيف يبدي بشاشة و سروراً
من جفاه مدى الحياة السرور؟

أدنُ مني فليس خبثاً و شراًً
كلّ ما تنطوي عليه الصدورُ

إنما الناس كالطيور فبعضٌ
قبّرات ، والبعض منهم صقور

يا صديقي ، أنا و أ نت شبيهان
، كلانا مجرّح ، مقهور

وكلانا يشتاق وكر أمانيه
، ولكنْ جناحُه مكسورُ

كن سميري ، فإنّ ليل الحزانى
لطويل إ ن عزّ فيه السميرُ

____________

القرنة - 1949