إلى نزار قباني - محمد سيد عمار

(1)
الشاشة السوداء تحدث ذبذبات
وسرينة الإسعاف تخترق السبات
ويداك حقلٌ للتجاربِ واختبارِ العينات
القلب يخفق خفقةً أبديةً ، وعيونك
الزرقاء تغفو عن فصول الذكريات
الشعر بعدك همهمات
يا أيها الوطن المنعم بالسكات وبالفتات وبالشتات
الفارس العربي مات ، الفارس العربي مات
(2)
وتوقف النبض الحزين عن الغناء
وتوقفت لغة السماء
ولّى زمان الأنبياء
واستأسد الأقزام في زمن التخنث والبغاء
ترك الجميع جحورهم وتسابقوا كي يغمدوا
أسيافهم في نعشك المملوء بالمجد القديم
هذا زمان الأدعياء فلا عجب
فلطالما أغرى السكوت الأرض أن ترمي
مصابيح السماء
(3)
الشعر يبكى والقصيدة تنتحب
وابن الخليل على فراش الموت ينتظر الطلب
والقدس بعدك طفلة تبكى أباها
والعشيرة والفوارس والغضب
وسماء أمتنا تواري وجهَهَا ، وتضيق
ذرعاً بالنوارس والسحب
ونساؤنا سيعدن نحو خبائهن
ليشتكين من العطب
الحرف يقتل نفسه وجميع أسياف القبيلة من خشب
أتُرى سيأتي بعد موتك من سيلعن
كل أفكار العرب ، وكل أنجاس العرب
وكل أذناب العرب
(4)
الآن يرتاح الملوك على العروش
ويرتدون عباءة الشرف الرفيع
الآن نرجع ألف عام للصقيع
من ينقذ الحملان من رب القطيع
كل الزلازل هاجرت حين ارتحلت
عن الربوع
والشمس فارقت السطوع
والبحر ما عادت تعانقه القلوع
ماذا تبقى بعد شعرك
غير ذكرى أو دموع
فليرقص المهرولون
وليبعث الممثلون
وليضحك المهرجون
وليأتِ صوتك من فراديس السماء
يَدُك هاتيك الحصون
ليقول للسفهاء والمتهافتين
على سلام لن يكون
إنا إليه راجعون
إنا إليه راجعون .